نؤمن بأن التعليم رحلة تستمر مدى الحياة، لذلك نقدم لك في مدونتنا محتوى غني ومتنوع يساعدك في تطوير مهاراتك وتحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية.

النوم ضروري للصحة الجيدة ويُعد جزءًا أساسيًا من حياة الطفل والأسرة. فهو يدعم الوظائف الحيوية في الجسم مثل التوازن الداخلي والقدرات الإدراكية والجهاز المناعي، والجهاز القلبي الوعائي كما أنه يلعب دورًا جوهريًا في نمو الطفل وتطوره.
اضطرابات النوم عند الأطفال قد تؤدي إلى مشكلات إدراكية وعاطفية وقد تُحدث تأثيرًا سلبيًا على العلاقات داخل الأسرة. لذلك نجد أن التعرف المبكر على هذه الاضطرابات والتعامل معها يمكن أن يقي من العديد من التعقيدات.
يجد الكثير من الأطفال الصغار صعوبة في الاستقرار للنوم وغالبًا ما يستيقظون أثناء الليل. بالنسبة للبعض قد لا يُعدّ هذا الأمر مشكلة. لكن إذا كنتِ أنتي أو طفلك تعانون من قلة النوم فهناك بعض الأمور البسيطة التي يمكن تجربتها.
اضطرابات النوم في مرحلة الطفولة يمكن أن تؤثر سلبًا على ديناميكية الأسرة وتؤدي إلى مشكلات معرفية وسلوكية. ويمكن أن يُساهم التعرف المبكر على هذه الاضطرابات والتعامل معها في الوقاية من تلك المضاعفات.
كما تشير الدراسات إلى أن أنواع الأرق السلوكي لدى الأطفال تؤثر على ما بين 10% إلى 30% من الأطفال، وغالبًا ما تكون نتيجة لغياب الحزم في وضع الحدود من قِبل الوالدين أو بسبب ارتباط الطفل بعادات نوم غير مناسبة.
يُعالج هذا النوع من الأرق باستخدام تقنيات “الانقراض” (مثل تجاهل السلوك غير المرغوب) وتعليم الوالدين كيفية دعم نوم الطفل. ولا يُنصح باستخدام الأدوية المنومة للأطفال في هذه الحالة.
تستعرض هذه المقالة لمحة عامة عن اضطرابات النوم الشائعة لدى الأطفال.
كيف تؤثر اضطرابات النوم عند الأطفال عى صحتهم
الطفل الذي لا يحصل على قسط كافي من النوم قد يتنقل بين التذمّر المفرط والنشاط الزائد وهي سلوكيات قد تُشبه أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). ويمكن للنعاس أيضًا أن يؤثر في قدرة الطفل على التركيز، مما ينعكس سلبًا على أدائه الدراسي. حتى الحرمان الطفيف من النوم يمكن أن يؤثر على حياة الطفل اليومية.
وبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، فإن ربع الأطفال دون سن الخامسة لا يحصلون على نوم كافٍ. وهذا أمر مقلق لأن اضطرابات النوم عند الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي ومشاكل في جهاز المناعة فضلًا عن القلق والاكتئاب.
وهناك أدلة متزايدة تشير إلى أن ضعف النوم في الطفولة قد يرتبط بمخاطر مستقبلية على القلب والأوعية الدموية مثل السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم.
أما لدى المراهقين، فإن عدم كفاية النوم يمكن أن يكون له تأثيرات طويلة المدى على الأداء الأكاديمي والصحة النفسية.
وتُعد كل من الجمعية الطبية الأمريكية ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الحرمان المزمن من النوم لدى المراهقين مشكلة صحية عامة.
فهو يُعتبر عامل خطر لتعاطي المواد المخدرة والمشاكل النفسية، بالإضافة إلى مشكلات أكثر فورية مثل حوادث السير والإصابات أثناء ممارسة الرياضة.
اعرف أكثر عن: التحديات التي يواجهها الآباء والأمهات في تربية الأطفال
كيف تتعامل مع اضطرابات النوم عند طفلك؟
تتغير احتياجات النوم مع نمو الطفل لكن سواء كنت تتعامل مع طفل في عمر السنتين أو مراهق عنيد، تُظهر الأبحاث أن اتباع روتين نوم ثابت يوميًا يساعد على حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم.
أيًّا كانت الأنشطة التي تختارها حاول أن تكون بنفس الترتيب ونفس التوقيت كل ليلة حتى يعرف طفلك ما يمكن توقعه.
روتين النوم النموذجي قد يتضمن الآتي:
- إطفاء الحواسيب، و التلفاز، وألعاب الفيديو، وكل المصادر ذات الإضاءة الساطعة.
- ارتداء البيجاما وتنظيف الأسنان.
- قراءة قصة خفيفة أو أخذ حمام دافئ.
- اختيار دمية أو بطانية محببة للطفل الصغير لينام معها.
كما أن أفضل وقت لوضع الطفل في السرير هو عندما يكون ناعسًا وليس نائمًا بالفعل، فهذا يساعده على تعلّم كيفية النوم بمفرده. أما إذا استيقظ طفل ما قبل المدرسة خلال الليل فقم بإرجاعه إلى سريره بهدوء.
ومن المهم أيضًا ألّا تسمح للرضع بالنوم في سريرك لأن النوم المشترك يزيد من خطر الإصابة بـ “متلازمة الموت المفاجئ للرضع”.
كم عدد ساعات النوم التي يحتاجها طفلك؟
كلّما كان طفلك أصغر سنًا كان بحاجة إلى نوم أكثر. ومن الطبيعي أن يأخذ الأطفال قيلولة خلال النهار حتى عمر 3 إلى 5 سنوات.
وإذا استمروا في الحاجة إلى القيلولة بعد هذا العمر فقد يكون ذلك مؤشرًا على أنهم لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم خلال الليل.
الجدول التالي يوضح عدد ساعات النوم الموصى بها لحديثي الولادة وحتى المراهقين.
مع العلم أنّ احتياجات النوم قد تختلف من طفل إلى آخر، وقد لا تتطابق بدقة مع التوصيات بحسب الفئة العمرية.
العمر وعدد ساعات النوم الموصى بها في الليل:
• حديثو الولادة (0–3 أشهر): من 14 إلى 17 ساعة
• الرضّع (4–11 شهرًا): من 12 إلى 15 ساعة
• الصغار (1–2 سنة): من 11 إلى 14 ساعة
• مرحلة ما قبل المدرسة (3–4 سنوات): من 10 إلى 13 ساعة
• المرحلة الابتدائية والمتوسطة (5–13 سنة): من 9 إلى 11 ساعة
• المراهقون (14 عامًا فأكثر): من 8 إلى 10 ساعات
من الأفضل أن ينام طفلك في المكان نفسه قدر الإمكان. لا يُنصح بوضعه في مكان ثم نقله لاحقًا إلى سريره لأن ذلك قد يربكه عندما يستيقظ.
هناك اختلافات ثقافية وعملية كثيرة فيما يتعلق بأفضل مكان لنوم الأطفال، لكن الأهم هو أن يكون المكان آمنًا وثابتًا.
وإذا شعرت أن مكان نوم طفلك مختلف عن المعتاد أو يسبب لكِ أو للعائلة إرباكًا في الروتين اليومي، فقد يكون من المفيد استشارة مختص تثق به (مثل ممرضة رعاية الطفولة).
وتذكر أن هناك سلوكيات شائعة لدى الأطفال أثناء النوم ويمكنكِ مساعدتهم على تغيير هذه العادات ليتعلّموا كيف ينامون بشكل مريح كل ليلة. وإذا كان لدى طفلك مشكلة في النوم أو حالة خاصة فهناك استراتيجيات أخرى يمكن اتباعها.
تعرّف أكثر على: 4 طرق ذكية للتعامل مع الطفل العنيد بهدوء وحب
نصائح لنوم الأطفال حسب الفئة العمرية:
نصائح نوم للرضّع:
نظرًا لأن الرضّع لم يطوّروا بعد نظام النوم البيولوجي (الإيقاع اليومي) فمن الطبيعي ألا يناموا طوال الليل، وهذا أمر طبيعي تمامًا. إذا لم يعودوا للنوم من تلقاء أنفسهم حاول تهدئتهم بالكلام أو اللمس بلطف دون حملهم.
وإذا استمروا في البكاء فقد يكون السبب الجوع أو الحاجة لتغيير الحفاض. عالج المشكلة بسرعة وهدوء باستخدام ضوء خافت فقط إن أمكن ثم غادر الغرفة بهدوء.
نصائح نوم للأطفال الصغار (الرضع الكبار والمشي الأول):
يحتاج الأطفال الصغار إلى جدول نوم منتظم مدعوم بقيلولة خلال النهار. غالبًا ما ترتبط مشكلات نومهم بالقلق من الانفصال أو رغبتهم في عدم تفويت أي شيء مما يظهر في شكل مماطلة أو عناد عند موعد النوم.
يمكنك الحد من هذه التصرفات من خلال منحهم خيارات بسيطة مثل اختيار البيجامة أو قصة ما قبل النوم. كن صبور وحازم في آنٍ واحد وابتعد عن العصبية عادةً ما تؤدي إلى ردود فعل أقوى.
نصائح نوم للأطفال في سن المدرسة:
بسبب الالتزامات الدراسية والاجتماعية والأنشطة الخارجية قد يكون من الصعب على الأطفال في سن المدرسة الحصول على نوم كافي. لذا من المهم الالتزام بجدول نوم ثابت مع تخصيص وقت للتهدئة قبل النوم.
ولتعزيز الربط بين غرفة النوم والنوم فقط حاول جعلهم يؤدّون الواجبات أو الأنشطة الأخرى في غرفة مختلفة إن أمكن.
نصائح نوم للمراهقين:
يميل إيقاع النوم الطبيعي لدى المراهقين إلى التأخر مما يسبب صعوبة في الاستيقاظ باكرًا للمدرسة. يمكنكِ مساعدتهم من خلال الاعتراف بمتطلبات وقتهم المتزايدة والعمل معهم لوضع جدول نوم صحي يتناسب مع نمط حياتهم.
كما أظهرت الدراسات أن المراهقين يقلّدون عادات نوم آبائهم إلى حدٍّ ما، لذا فإن التزامكِ بنمط نوم صحي قد يكون من أفضل ما تقدمينه لهم.
وأخيرًا لا تنسي أهمية الصباح
رغم أن إتاحة النوم في عطلة نهاية الأسبوع قد تبدو مغرية إلا أنها قد تخلّ بجدول النوم وتجعل الاستيقاظ خلال الأسبوع أكثر صعوبة. وحاول ألا تُفرط في جدولة الأنشطة اللاصفية إذا لاحظت أنها تؤثر سلبًا على وقت نوم الطفل.
وإذا كنت تتبع جميع قواعد النوم الصحي ولا يزال طفلكِ يعاني من النعاس أو صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه، فقد يكون من المناسب استشارة طبيب مختص للتأكد من عدم وجود اضطراب في النوم. ويمكنك أيضًا التواصل مع معلميهم لمتابعة مستوى تركيزهم، فصعوبات الانتباه أو فرط النشاط أو مشكلات التعلم قد تشير إلى أنهم لا يحصلون على نوم كافٍ.