نؤمن بأن التعليم رحلة تستمر مدى الحياة، لذلك نقدم لك في مدونتنا محتوى غني ومتنوع يساعدك في تطوير مهاراتك وتحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية.

نصائح للأمهات في تربية الأطفال، هذا هو عنوان مقالة اليوم من مدونة إديو ماركت، وفي الحقيقة عند الإعداد لهذا المقال، توصلنا إلى قناعة مفادها أنه لا توجد وصفة سحرية تناسب جميع الأمهات.. لكن!
توجد مبادئ تربوية ونصائح ذهبية تساعد كل أم على بناء علاقة قوية وصحية مع أطفالها، وهي ما سنتكلم عنها بالتفصيل في السطور التالية.
لكننا نود قبل أن ننتقل إلى النصائح أن ننوه أن التربية الواعية لا تتعلق فقط بتعليم الطفل السلوك الحسن، بل تهدف إلى غرس القيم، وتنمية الثقة بالنفس، ومساعدته على فهم ذاته والتفاعل مع مجتمعه بطرق فعالة.
أهم النصائح للأمهات في تربية الأطفال
نقدم لكِ مجموعة من النصائح العملية، المستندة إلى أسس التربية السليمة والمعتمدة، لتكوني أقرب ما يكون إلى طفلك:
1- الاستماع الجيد، أساس التواصل الناجح مع الطفل
أحد أهم وأعظم الهدايا التي يمكن ان تقديمها إلى طفلك هي الاستماع الجيد له عندما يتحدث.
فعندما يشعر الطفل أن من حوله يستمعون له باهتمام دون مقاطعة له أو تهكم عليه، يتعلّم أن يعبر عن نفسه بثقة.
ويرجع ذلك إلى أن الاستماع لا يعني فقط سماع الكلمات، بل محاولة فهم المشاعر الكامنة خلفها. وبالطبع عندما تنجحين في ذلك، تبنين جسرًا قويًا من الثقة بينك وبين طفلك.
لذا من المهم أن تحرصي على النظر إلى طفلك أثناء الحديث، وأن تتفاعلي مع كلماته، ومن المهم أيضا الابتعاد عن إصدار الأحكام الفورية عليه، فهو لا يزال طفل!
2- الاحترام المتبادل أساس التربية الايجابية
بالطبع أحد أهم مبادئ التربية الايجابية هي الاحترام المتبادل بين الوالدين وبين أطفالهم، لذا فإن الحرص وجود الاحترام المتبادل هو أحد اهم النصائح التي نقدمها للأمهات من اجل تربية الاطفال تربية سليمة.
يمكننا أن نقول عاملي طفلك بالاحترام كما تتوقعين أن يعاملك، لا تقاطعية أثناء الحديث (راجعي النصيحة السابقة)، ولا تسخري من أفكاره، ولا بأن بأن تعتذري له إذا اخطأت في حقه، بكل تأكيد اعتذارك لا يقلل من هيبتك كأم أمام طفلك، بل يجعلك قدوة له في كيفية تعامله مع الآخرين بالإضافة إلى أنه يسهم بشكل جدي في تعزيز مهاراته الاجتماعية، وتقبله لتقديم الاعتذار عند صدور أي خطأ منه في حق الاخرين.
تذكري كأم: أن الطفل الذي يشعر بالتقدير يُظهر الاحترام بدوره، ويتعلّم كيف يكوّن علاقات صحية مع الآخرين.
3- تخصيص وقضاء الوقت مع طفلك
أيضا من أهم النصائح للأمهات في تربية الأطفال هي تخصيص وقضاء الوقت مع طفلك. نعلم أنه قد يكون جدولك اليومي مزدحم بالعديد من المهام والمسؤوليات، ولكن مع ذلك فإن تخصيص بعض الوقت لطفلك سيصنع فارقا كبيرا في نفسيته.
ومن المهم أيضا أن تعرفي أن الطفل لا يهتم بكم الوقت بقدر اهتمامه بجودة الوقت.
الوقت الذي تقضينه مع طفلك هو فرصتك لاكتشاف عالمه الداخلي: ماذا يحب؟ ما الذي يقلقه؟ ما هي مخاوفه؟ كيف يرى نفسه والآخرين؟.
يمكنك قضاء وقتك مع طفلك عن طريق القيام بالعديد من الأشياء، مثل الحوار والمناقشة، أو مشاركته في اللعب، وأيضا عن طريق قراء قصة قبل النوم، وغير ذلك. من خلال هذه الانشطة سترسخين في ذهنه فكرة أنه مهم ومحبوب عندك، وأنكِ حاضرة معه بقلبك لا فقط بجسدك.
4- الابتعاد عن الإيذاء اللفظي والجسدي
الإيذاء النفسي لا يقل خطورة عن الإيذاء الجسدي للطفل، فعندما يتعرض طفلك لكلمات جارحة أو إهانات وسخرية، بل وحتى المقارنات السلبية بالآخرين، فإن كل هذه الأشياء تترك آثارا سلبية على نفسيته.
وبالطبع فإن العنف الجسدي هو الآخر ليس وسيلة تربية وتخويف بل هو إيذاء لجسد الطفل ويترك هو الآخر آثارا خطيرة على نفسيته.
البديل هو التربية بالحوار والتفهيم، وتعليم الطفل تحمل نتائج أفعاله بإستخدام عقوبات تربوية مدروسة دون إذلال أو عنف.
5- الحزم لا يعني القسوة
هناك خيط رفيع بين الحزم والقسوة، فالحزم يعني أن تضعي قواعد واضحة وثابتة، وتحرصي على الالتزام بها من دون اللجوء إلى التهديد أو العنف.
فعندما يعرف الطفل أن هناك حدودًا لما هو مقبول وما هو غير مقبول، يشعر بالأمان، حتى لو أبدى مقاومة في البداية. على عكس فوضى القواعد أو التغيير المستمر، فإنه يربك الطفل ويفقده الإحساس بالامان. بينما الاتساق والثبات يمنحانه وضوحًا داخليًا، ويساعدانه على تنمية ضبط النفس.
فعلى سبيل المثال إذا اتفقتما على ألا يتعدى وقت الشاشة ساعة يوميًا، فلا تتراجعي تحت ضغط بكائه أو إلحاحه. كوني حازمة بلغة هادئة: “اتفقت معك على ساعة واحدة”.
وبالطبع فإن الحزم لا يُقصي التعاطف، بل يعلمه أن الحب لا يعني التسيّب، وأن النظام لا يعني القسوة.وبالطبع فإن الحزم لا يُقصي التعاطف، بل يعلمه أن الحب لا يعني التسيّب، وأن النظام لا يعني القسوة.
وبالطبع فإن الحزم لا يُقصي التعاطف، بل يعلمه أن الحب لا يعني التسيّب، وأن النظام لا يعني القسوة.
6- احترام قرارات طفلك
احترام قرارات الطفل هي أحد أفضل وأهم النصائح التي نقدمها للأمهات أثناء تربية الاطفال، فمن المهم أن تعي كل أم أن الطفل هو كيان مستقل يمر برحلته الخاصة لاكتشاف ذاته واكتشاف الحياة من حوله.
اتركي له مساحة للاختيار في أمور بسيطة مثل: ملابسه، لعبته، ترتيب غرفته، نوع النشاط الذي يودّ القيام به، ولا تقللي من هذه الاختيارات، فهي تمرين مبكر على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.
بالطبع لا نعني باحترام قراراته الموافقة المطلقة على كل اختياراته فهو قبل كل شيئ لا يزال طفل صغير، لكن يمكنك مناقشته إن اختار شيئًا غير مناسب بدلاً من الرفض القاطع، اشرحي له السبب وقدّمي له بدائل، بهذا الأسلوب، لا يشعر بأنه مقيّد، بل بأنه يُحترم ويُصغى إليه، حتى عندما يتم تعديل قراره.
7- لا تقارني طفلك بالآخرين
المقارنة من أكثر الأساليب التربوية ضررًا للطفل، حتى وإن كانت بنية “التحفيز” عندما تقولين له “أخوك أشطر منك” أو “ابن الجيران حفظ الحروف وأنت لا” أو “زمليك الفلاني متفوق عنك”، فإنكِ تزرعين داخل طفلك مشاعر النقص والغيرة، لا الرغبة في التطور.
بالإضافة إلى أنك كأم يجب أن تعرفي أن كل طفل له توقيته الخاص، وقدراته الفريدة، ولا أحد يشبه الآخر، ما يهمّ فعلًا هو أن يتقدّم عن نفسه لا عن غيره.
بدلاً من المقارنة، استخدمي التشجيع الفردي: “أحسنت لأنك حاولت، حتى لو ما زلت تتعلم”. هذا النوع من الدعم يبني داخله رغبة صادقة في التقدّم، ويشعره بأنه محبوب بدون شروط.
8- الحث على القراءة والمداومة عليها
قد تتسائلين كأم ما علاقة الحث على القراءة بمقال عبارة عن نصائح للأمهات في تربية الأطفال، ولكن اسمحي لنا بأن نقول لكي بأن القراءة ليست مجرد وسيلة تعليمية، بل هي أحد أهم الأسس في بناء شخصية الطفل وتوسيع مداركه.
فالطفل الذي يعتاد على القراءة في سن مبكرة يكتسب مفردات أوسع، قدرة أكبر على التركيز، وخيالًا خصبًا يساعده على الإبداع وفهم العالم من حوله.
لذا، ابدئي بتخصيص وقت ثابت يوميًا للقراءة مع طفلك، حتى لو كانت 10 دقائق فقط، اجعلي هذا الوقت نشاطا محببًا، تقضونه معًا في جو هادئ، تختارون فيه قصة ممتعة، تناقشون أحداثها، وتتخيلون نهايات بديلة. هذا النوع من التفاعل لا يغذي عقله فقط، بل يقوي الرابط العاطفي بينكما أيضًا.
فوائد القراءة في التربية:
- تنمية المهارات اللغوية: يتعلم الطفل مفردات جديدة وتراكيب لغوية متقدمة تفوق سنه.
- تحسين التركيز والانتباه: الجلوس للاستماع لقصة يساعد على تقوية الانتباه.
- تعزيز الذكاء العاطفي: من خلال فهم مشاعر الشخصيات والتعاطف معها.
- بناء القيم: القصص وسيلة غير مباشرة لتعليم الأخلاق، الاحترام، الصدق، وقبول الاختلاف.
- تشجيع التفكير النقدي: عندما تطرحين عليه أسئلة مثل “ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان البطل؟”
يمكنك أن تصنعي رفًا خاصًا لكتب الطفل، واجعليه يختار منها ما يحب. كما ينصح بأن تزورا مكتبة كل فترة، وتشاركيه الحماس لاكتشاف كتب جديدة، وكوني دائمًا قدوته في حب القراءة.
9- الاهتمام بصحة طفلك الجسدية والروحية
الطفل المتوازن هو من ينمو في بيئة تهتم بجميع جوانبه: الجسدية، النفسية، والروحية. حاولي أن توفري له أنشطة تساعده على الحركة والتنفيس عن طاقته مثل الرياضة، المشي، السباحة، أو ركوب الدراجة، وغير ذلك، فالنشاط البدني لا ينعكس فقط على صحته الجسدية، بل أيضًا على حالته النفسية وتركيزه الدراسي.
أما الجانب الروحي، فهو ركيزة هامة في تربية الطفل، سواء عبر تعليمه العبادات بأسلوب محبّب، أو تشجيعه على ممارسة الفنون والتأمل والتعبير عن مشاعره بطريقة صحية. الروح المشبعة بالحب، الإيمان، والجمال، تصنع طفلًا متزنًا وواثقًا من نفسه.
10- الإقلال من استخدام الأجهزة الإلكترونية
رغم أن الأجهزة الإلكترونية أصبحت جزءًا من حياتنا، إلا أن الإفراط في استخدامها يؤثر سلبًا على نمو الطفل، خصوصًا في سنواته الأولى. الدراسات تشير إلى أن الاستخدام المفرط للشاشات يسبب ضعف التركيز، اضطرابات في النوم، وتأخرًا في المهارات الاجتماعية.
حدّدي لطفلك وقتًا يوميًا مخصصًا للشاشات، وشاركيه في اختيار ما يشاهده حتى تتأكدي من جودة المحتوى، والأهم هو تقديم بدائل جذابة مثل : ألعاب تركيب، تلوين، أنشطة يدوية، أو حتى قراءة القصص.
11- تعليم طفلك كيفية تنظيم الوقت
تنظيم الوقت مهارة حياتية أساسية. إذا تعلّمها الطفل في سن صغيرة، سيكون أكثر قدرة على الإنجاز والتوازن لاحقًا.
يمكنك البدء بجدول بسيط يوزّع اليوم بين اللعب، الدراسة، الأكل، والنوم. اجعليه يشارك في وضع الجدول، ليشعر بالمسؤولية والانضباط.
هذا التدريب سيمنحه شعورًا بالإنجاز مع كل مهمة ينجزها، ويقلل من حالات التوتر الناتجة عن الفوضى.
الخاتمة
تربية الأطفال ليست مهمة سهلة، لكنها بالتأكيد أجمل تجربة في حياة أي أم، فعندما تبنين علاقتك بطفلك على الحب، الثقة، والاحترام، تزرعين فيه بذورًا لشخصية قوية، متزنة، وناجحة.
ابدئي اليوم بخطوة بسيطة: اصغي له، احترميه، وشاركيه لحظاته.. وستتفاجئين بالنتائج.
أسئلة شائعة حول مقال نصائح للأمهات في تربية الأطفال
هل الحزم مع الطفل قد يؤثر على العلاقة بينه وبين والديه؟
إذا كان الحزم دون قسوة أو تهديد، بل في إطار من الحب والاحترام، فإنه يساعد الطفل على الشعور بالأمان.
ما أفضل طريقة لتعديل سلوك الطفل؟
الحوار، التوجيه، والمكافآت الذكية عند السلوك الإيجابي، أفضل بكثير من العقاب الدائم.
عمرو الخولي كاتب محتوى محترف بخبرة أكثر من 8 سنوات في كتابة المحتوى والمقالات التعليمية، وإعداد الأدلة الإرشادية، وتصميم المحتوى المتخصص للمواقع التعليمية.
مهتم بتقديم محتوى مبسط، موثوق، ومُحسّن لمحركات البحث (SEO) أساعد الطلاب، المعلمين، وأولياء الأمور على الوصول للمعلومة بسهولة.
على مدار سنوات عملي تعاونت مع العديد من المنصات التعليمية لتطوير محتوى عالي الجودة يغطي موضوعات مثل: التعلم الإلكتروني، الكورسات الأونلاين، أدوات التدريس الحديثة، ونصائح تحسين الأداء الدراسي.