منهج بنك ستريت لتعليم الاطفال – Bank Street Approach

منهج بنك ستريت هو واحد من أفضل مناهج رياض الأطفال المنتشرة حول العالم، في الغالب نجد ان الأسماء المتداولة بكثرة في عالم التعليم المبكر للأطفال، هي مونتيسوري، وريجيو إيمليا، و والدورف، ولكن منهج بنك ستريت هو في الحقيقة لا يقل أهمية ولا شهرة عن باقي المناهج السابقة الذكر.

في هذا المقال من مدونة إديو ماركت، سنتعرف معا على المقصود بمنهج بنك ستريت Bank Street Approach، وما هي الفلسفة التعليمية المتبعة في هذا المنهج، وأهم المهارات التي يساهم في تنميتها لدى الطفل.

ما هو منهج بنك ستريت؟

منهج بنك ستريت هو نظام تعليمي تم تطويره في أوائل القرن العشرين على يد المربية الأمريكية لوسي سبراج ميتشل، التي استلهمت أفكاره من الفيلسوف الشهير جون ديوي، رائد التعليم التقدمي.

يقوم المنهج على ما يُعرف باسم “النهج التفاعلي التنموي” (Developmental-Interaction Approach)، والذي يفترض أن الطفل يتعلم بشكل أفضل من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة به، عبر الخبرات الحسية، والعمل اليدوي، والاستكشاف الذاتي.

الفلسفة التعليمية لمنهج بنك ستريت

كما ذكرنا سابقا، فإن منهج بنك ستريت يقوم على النهج التفاعلي التنموي، مما يجعل رؤيته للطفل على انه كائن نشط ومفكر، وليس مجرد متلقٍ سلبي للمعلومات.

لذا فإنه لا يقتصر فيه على تزويد الأطفال بالمعلومات الأكاديمية فقط، بل يتم السعي إلى تطوير وتعزيز المهارات الإجتماعية والتفاعلية مع محيطهم بشكل يومي.

ففلسفة بنك ستريت تؤمن بأن التعلم يحدث بأفضل الصور الممكنة عند مشارك الطفل بنفسه في التجربة التعليمية ، من خلال اللعب والاستكشاف، والتفاعل الاجتماعي، ونجد أن المنهج يركز على أربعة محاور رئيسية:

1- التعلم الشامل الذي يجمع بين الجوانب العقلية والعاطفية، والاجتماعية

لا يفصل بنك ستريت بين الجوانب المختلفة لنمو الطفل، فالعقل لا ينمو بمعزل عن المشاعر، والعلاقات الاجتماعية جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، لذلك، يتم تصميم الأنشطة والبيئة التعليمية بطريقة تراعي تطور الطفل في كل هذه الجوانب بشكل متوازن، مما يساعد على تكوين شخصية مرنة ومتزنة.

2- احترام الفروق الفردية وتخصيص تجربة التعلم

يؤمن هذا المنهج بأن كل طفل لديه نمط تعلم خاص، واهتمامات فريدة، وسرعة نمو مختلفة. لذلك، لا يتم فرض منهج موحّد على الجميع، بل يتم تصميم أنشطة تعليمية مرنة تناسب احتياجات الطفل الفردية، مع إعطاء المعلمين الحرية في تعديل الأساليب بما يتماشى مع كل حالة.

3- التعلم القائم على المشروعات والتجارب الواقعية

بدلا من تقديم المعلومات في قالب نظري مجرد، يعتمد المنهج على المشروعات التعليمية المرتبطة بالحياة اليومية.

هذه المشروعات تنطلق من اهتمامات الطفل وتُبنى تدريجيا لتشمل مفاهيم ومهارات متعددة – من الرياضيات والعلوم إلى الفنون واللغة والدراسات الاجتماعية. وهكذا، يتحول التعلم إلى تجربة واقعية ومترابطة، تُشعر الطفل بجدوى ما يتعلّمه وتمنحه دافعًا حقيقيًا للمزيد من الاكتشاف.

4- المعلم شريك في عملية التعلم

في منهج بنك ستريت، لا يُنظر إلى المعلم بشكله التقليدي، بل كـ“شريك في التعلم”.

فيمنح الأطفال الحق في التعبير عن آرائهم والمشاركة في اتخاذ القرارات داخل الصف، بل ويتم تنظيم اجتماعات دورية في الفصول الدراسية يقودها الأطفال بأنفسهم، يناقشون فيها أفكارهم، مقترحاتهم، وحتى مشكلاتهم، مما يُنمي لديهم روح القيادة وكذلك الاحترام المتبادل.

المهارات التي يساهم منهج بنك ستريت في تنميتها لدى الطفل

من خلال البيئة التفاعلية والمنفتحة التي يوفرها منهج بنك ستريت، يطور الطفل مجموعة من المهارات الأساسية التي يحتاجها في مراحل تعليمه وحياته المستقبلية، وهذه أهم المهارات التي يساهم منهج بنك ستريت في تنميتها لدى الطفل:

• الفضول والاستكشاف الذاتي
• القدرة على حل المشكلات
• الثقة بالنفس واتخاذ القرار
• مهارات التعاون والعمل الجماعي
• التفكير النقدي والإبداعي
• الوعي بالآخر والاحترام المتبادل
• التواصل الفعال مع الاخرين

هل منهج بنك ستريت مناسب لطفلك؟

والآن بعد أن تعرفنا على المقصود بمنهج بنك ستريت، وفلسفته، والمهارات التي ينميها لدى الاطفال، نجد أنه يتبادر إلى ذهن كل أب وأم سؤال في غاية الأهمية،: هل منهج بنك ستريت مناسب لطفلي؟

الإجابة نعم.

لأن ما يميز هذا المنهج من بين مناهج رياض الأطفال المختلفة هو مرونته العالية، وقدرته على التكيّف مع أنماط التعلم المختلفة.

فالمنهج لا يفرض نموذجًا موحدًا على جميع الأطفال، بل يُشجّع على احترام الفروق الفردية وتوجيه كل طفل حسب اهتماماته ووتيرته الخاصة.

فإذا كان طفلك فضوليًا، ويحب الاستكشاف، ويستمتع بالتعلم من خلال اللعب والتجربة، فبالطبع يكون منهج بنك ستريت مناسب لطفلك.