نؤمن بأن التعليم رحلة تستمر مدى الحياة، لذلك نقدم لك في مدونتنا محتوى غني ومتنوع يساعدك في تطوير مهاراتك وتحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية.

هل يمكن أن تفرق درجة الماء التي تحمِّمي بها طفلك في حياته؟! قد يبدو الأمر غريبًا في البداية، خاصةً مع حرص الأمهات الدائم على استخدام الماء الدافئ أثناء استحمام الأطفال، لكن المفاجأة أن الماء البارد له فوائد صحية عديدة قد لا يعرفها كثيرون! وهذا طبعًا إذا استُخدِم بطريقة صحيحة.
في هذا المقال من مدونة إديو ماركت، سنستعرض معًا أبرز فوائد الاستحمام بالماء البارد للأطفال، ومتى يكون آمنًا، ومتى يجب تجنّبه، بالإضافة إلى نصائح مهمة تساعدكِ على تطبيق هذه العادة بطريقة صحية وسليمة تدعم نمو طفلكِ الجسدي والعقلي.
تابعي القراءة، فقد يكون هذا التغيير البسيط هو سرّ جديد في روتين العناية بصحة طفلكِ.
هل يمكن للأطفال الاستحمام بالماء البارد؟
نعم، يمكن للأطفال الاستحمام بالماء البارد لكن بشروط، فالاستحمام بالماء البارد ليس ممنوعًا على الأطفال، بل أنه يحمل فوائد عديدة إذا تم بشكلٍ مدروس ومناسب لعمر الطفل وصحته العامة.
القواعد الذهبية التي يجب أن نحرص عليها هنا هي:
- درجة حرارة الماء يجب أن تكون معتدلة باردة، وليست شديدة البرودة، حتى لا تؤدي إلى صدمة حرارية للجسم، خاصة لدى الأطفال الصغار.
- يُفضل البدء بالماء الفاتر ثم التدرّج إلى البرودة الخفيفة، وخصوصًا في فصل الصيف أو بعد اللعب والنشاط البدني، حيث يساعد على تهدئة الجسم وتحفيز الدورة الدموية.
- يُمنع استخدام الماء البارد في الحالات المرضية مثل نزلات البرد أو انخفاض درجة حرارة الجسم أو في الشتاء القارس، إذ قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات صحية غير مرغوبة.
الخلاصة هي: الماء البارد آمن ومفيد للأطفال إذا استُخدم بحكمة وتحت إشراف، مع الانتباه دائمًا إلى استجابة الطفل وتجنب التعريض المفاجئ له.
فوائد الاستحمام بالماء البارد للأطفال
الحقيقة أن الاستحمام بالماء البارد للأطفال له فوائد مفاجئة، صحيح أن الشائع عند الأمهات هو الماء الدافئ، ويعتبرنه الأكثر أمانًا وصحة، لكن الماء البارد يحمل فوائد عديدة إذا استُخدِم (كما قلنا) بطريقة صحيحة، وإليكِ أبرز فوائدة:
1. تقوية المناعة:
الماء البارد يحفّز الجسم على إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة العدوى، ما يساعد الطفل على بناء مناعة أقوى في المدى الطويل.
2. تنشيط الدورة الدموية:
التعرّض للماء البارد ينشّط تدفّق الدم في الجسم، مما يساعد في تحسين تغذية الأنسجة والأعضاء الحيوية ويزيد من نشاط الطفل وحيويته.
3. زيادة التركيز والانتباه:
الاستحمام بالماء البارد له تأثير يشبه الصدمة المنبّهة للجسم، حيث يساعد الطفل على الاستيقاظ والشعور بالنشاط، مما ينعكس إيجابيًا على التركيز.
4. تحسين الحالة المزاجية:
تشير دراسات إلى أن الماء البارد يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالتوتر وتحسين المزاج، بفضل تأثيره على إفراز بعض الهرمونات المسؤولة عن السعادة مثل الإندورفين.
5. تعزيز جودة النوم:
قد يساعد الحمام البارد في تهدئة الجسم والأعصاب عند الأطفال، خاصة إذا تم بعد يوم طويل من النشاط، مما يسهم في نوم أعمق وأكثر راحة.
6. الحفاظ على صحة الجلد:
بعكس الماء الساخن الذي قد يجفف البشرة، يساعد الماء البارد في شد المسام وتقليل فقدان الزيوت الطبيعية من الجلد، مما يحافظ على نعومة وصحة البشرة.
تعرفي أيضا على: فوائد شرب الماء للأطفال
متى يصبح الاستحمام البارد غير آمن للأطفال
رغم العديد فوائد الاستحمام بالماء البارد للأطفال، إلا أن هناك حالات قد يكون فيها غير مناسب، بل وقد يشكّل خطرًا على صحة الطفل إذا لم يُستخدَم بحذر. من المهم أن يتوفر وعي كافٍ لديكِ حول الحالات التي يجب فيها أن تتجنّبي الاستحمام البارد، ومن أبرزها:
1. في حالات الطقس البارد جدًا:
إذا كانت درجات الحرارة منخفضة في الشتاء أو في بيئة باردة، فإن تعريض الطفل للماء البارد قد يؤدي إلى انخفاض حرارة جسمه (hypothermia)، وهو أمر خطير جدًا خاصة لدى الأطفال الصغار.
2. عند إصابة الطفل بالبرد أو الإنفلونزا:
في حالات المرض، يُفضَّل تجنّب الاستحمام بالماء البارد لأنه قد يضعف الجسم ويزيد من الأعراض مثل القشعريرة أو التعب، ويؤخر التعافي.
3. إذا كان الطفل يعاني من ضعف المناعة:
الأطفال الذين يعانون من مشاكل في جهاز المناعة أو لديهم حالات صحية مزمنة (مثل أمراض القلب أو الجهاز التنفسي) يجب أن يُستشار طبيبهم قبل السماح لهم بالاستحمام بماء بارد.
4. عند وجود حساسية للبرودة:
بعض الأطفال لديهم ما يُعرف بحساسية البرد (Cold Urticaria) ، وهي حالة جلدية تسبب طفحًا أو احمرارًا أو حكة عند التعرّض للبرد، ويُمنع فيها تمامًا استخدام الماء البارد.
5. في حال ظهور علامات انزعاج أو رفض واضح من الطفل:
إذا أبدى الطفل رفضًا شديدًا أو ظهرت عليه علامات الانزعاج الجسدي مثل الارتجاف أو الزُرقة، يجب وقف الاستحمام فورًا.
وفي كل الأحوال، من الضروري استشارة طبيب الأطفال حول درجة حرارة الماء الأنسب لاستحمام الطفل ومعرفة ما إذا كان هناك محاذير طبية تمنع استخدامنا الماء البارد في استحمامه.
تعرفي على: أسباب شرب الماء بكثرة عند الأطفال
الفرق بين الماء البارد والماء الدافئ في استحمام الطفل
عند التفكير في أفضل درجة حرارة لاستحمام الأطفال، يحتار كثير من الآباء بين استخدام الماء البارد أو الدافئ. والحقيقة أن لكلٍ منهما فوائده واستخداماته، ويُفضَّل اختيار درجة الحرارة بناءً على عمر الطفل، حالته الصحية، والهدف من الاستحمام.
الماء الدافئ:
هو الخيار التقليدي والأكثر أمانًا لغالبية الأطفال، خاصة حديثي الولادة والصغار. يساعد على:
- استرخاء العضلات وتهدئة الطفل قبل النوم.
- تنظيف الجسم بلطف دون تهيج الجلد.
- تحسين الدورة الدموية دون إجهاد الجسم.
- تقليل التوتر والقلق لدى الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة أو الأرق.
الماء البارد:
يُستخدم أحيانًا مع الأطفال الأكبر سنًا وفي ظروف محددة. من أبرز فوائده:
- تنشيط الجسم وزيادة التركيز.
- تقوية المناعة على المدى الطويل عند استخدامه بشكل معتدل ومدروس.
- تحفيز الدورة الدموية وزيادة اليقظة الذهنية.
ومع ذلك، قد لا يناسب كل الأطفال، ويجب تجنبه في حالات معينة كما أشرنا سابقًا.
طريقة استحمام الطفل الصحيحة
لضمان الاستفادة من فوائد الاستحمام بالماء البارد لطفلك، فيجب العلم بأن الاستحمام بالماء البارد يمكن أن يكون تجربة منعشة ومفيدة للأطفال، ولكن من المهم تطبيقه بطريقة آمنة. إليكِ خمس نصائح لضمان استفادة أطفالكِ من الاستحمام البارد دون أي مخاطر:
1. تأكدي من درجة حرارة الماء: يجب أن يكون الماء باردًا، ولكن ليس شديد البرودة. تأكد من أن درجة حرارة الماء تتراوح بين 15 إلى 20 درجة مئوية، حتى لا يشعر الطفل بالصدمة من البرودة.
2. ابدئي ببطء: لا تعرضي الطفل للماء البارد فجأة. يمكن البدء بتدريج الجسم في الماء البارد، مع التركيز على الأطراف أولًا مثل اليدين والقدمين، ثم الانتقال لبقية الجسم.
3. الوقت المناسب: يجب أن تكون مدة الاستحمام البارد قصيرة، لا تتجاوز 2-3 دقائق. الأطفال قد لا يتحملون التعرض الطويل للماء البارد، لذا حافظي على الوقت محدودًا.
4. مراقبة الطفل طوال الوقت: من الضروري مراقبة الطفل أثناء الاستحمام البارد للتأكد من عدم شعوره بالبرد الشديد أو التوتر. إذا لاحظتي أي علامات من القشعريرة أو التململ، يجب إنهاء الاستحمام فورًا.
5. تجنب الاستحمام البارد للأطفال المرضى: إذا كان الطفل يعاني من نزلات البرد أو أي مرض يؤثر على جهازه المناعي، يجب تجنب الاستحمام بالماء البارد، حيث يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
باتباع هذه النصائح، يمكنك ضمان أن تجربة الاستحمام البارد ستكون آمنة ومنعشة لصحة طفلك.
تطرَّقنا في هذا المقال لكل ما يخص فوائد الاستحمام بالماء البارد للأطفال، بدايةً من الفوائد ذاتها، الأضرار، والفرق بين الاستحمام بالماء البارد والدافئ، وحتى الطريقة الصحيحة لتحميم الأطفال، وإلى اللقاء في مقال آخر نتطرق فيه لمواضيع أخرى تخص صحة أطفالنا.
مصطفى اليماني، خريج نظم معلومات إدارية دفعة ٢٠١٣، يعمل في كتابة المحتوى منذ عام ٢٠١٩، وتخصص في عام ٢٠٢٣ في المحتوى التعليمي والتربوي والمحتوى المتعلق بصحة الأسرة والطفل. كما يعمل في مجالي الصحافة والترجمة الأدبية.