نؤمن بأن التعليم رحلة تستمر مدى الحياة، لذلك نقدم لك في مدونتنا محتوى غني ومتنوع يساعدك في تطوير مهاراتك وتحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية.

المرأة هي المفتاح لجودة الحياة داخل الأسرة. وتتنوع الأدوار التي تؤديها المرأة في الأسرة، فهي الزوجة والقائدة والإدارية، ومديرة دخل الأسرة وأخيرًا. في هذا المقال من مدونة إديو ماركت سنسلط الضوء على دور الأم في تربية الأسرة، وأهميته في المساهمة في بناء مجتمع صحي ومتعاون.
دور المرأة في تربية الأسرة كزوجة
المرأة هي رفيقة الرجل وشريكته في الحياة. تضحي برغباتها الشخصية وطموحاتها، وتساهم أيضا في وضع معايير الأخلاق، كما أنها تخفف عن زوجها التوتر والضغوط وكذلك تحافظ على السلام والنظام داخل البيت.
وعن طريق قيامها بكل هذه المهام فتهيئ لزوجها البيئة المناسبة التي تمكّنه من التركيز أكثر على النهوض الاقتصادي بالأسرة.
وتعتبر الزوجة هي مصدر الإلهام للرجل فهي تدفعه نحو الطموح وتحقيق الإنجازات القيّمة في حياته. ومن المفترض أنها تقف بجانبه في الأزمات، كما تشاركه النجاحات والإنجازات. وهي أول من يلجأ إليه في البحث عن الحب والتعاطف، والتقدير.
كإدارية وقائدة داخل الأسرة
الأسرة المنظّمة و المنضبطة ضرورية لحياة عائلية مستقرة والمرأة هي من تتولى هذا الدور. فهي المدير التنفيذي الأول لمؤسسة الأسرة فتجدها تُوزّع المهام بين أفراد الأسرة بما يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، وتوفّر لهم ما يحتاجونه من أدوات ومواد لإنجاز تلك المهام.
كما أنها تلعب دورًا محوريًا في إعداد وتقديم الطعام واختيار والاعتناء بالملابس وتأثيث المنزل وصيانته. وكونها إدارية فإنها تنظم الفعاليات الاجتماعية داخل الأسرة التي تساهم في تطورها الاجتماعي.
كما تتولى دور مديرة الترفيه وتخطط للأنشطة الترفيهية التي تلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة صغارًا وكبارًا.
كمديرة لدخل الأسرة
تلعب المرأة دور المديرة الحكيمة لدخل الأسرة ويقع على عاتقها مسؤولية تحقيق أقصى استفادة ممكنة من كل مبلغ يُنفق.
وتميل دائمًا المرأة داخل الأسرة إلى إعداد ميزانية تُحقق فائضًا بدلًا من العجز وتُحسن حساب الربح والخسارة قبل صرف أي مبلغ. كما أنها تُوزّع الدخل بذكاء بين الضروريات والكماليات، والراحة بما يحقق التوازن في معيشة الأسرة.
ولا يقتصر دورها على إدارة المال فقط بل تسهم أيضًا في زيادة دخل الأسرة من خلال عملها سواء داخل المنزل أو خارجه.
وتُحقق إضافة إيجابية من خلال المهام المنزلية التي تقوم بها بنفسها بل وتستثمر حتى في المخلفات المنزلية بإعادة استخدامها لأغراض مفيدة ومنتجة.
دور المرأة في تربية الأسرة كأم
التربية هي عملية تنشئة الطفل ومساعدته على النمو الجسدي والعاطفي والعقلي والاجتماعي من الطفولة حتى البلوغ وما بعده.
وتأتي الأم في بداية هذه الرحلة فهي التي تعطي الحياة وهي من تمسك بيد الطفل في خطواته الأولى، وتساعده على فهم العالم من حوله. لكنها أيضًا المعلمة الأولى في حياة طفلها.
الأم هي الحامية والمربية والصديقة كما قال نابليون بونابرت الإمبراطور الفرنسي الشهير:
“أعطني أمهات صالحات، أُعطِك أمة عظيمة”
للأم دور محوري في النمو الجسدي والنفسي والاجتماعي للطفل. كما أن للوالدين معًا دورًا كبيرًا في غرس القيم، والحفاظ عليها وتنميتها لدى أطفالهم حتى يندمجوا في أسرهم التي تُعد من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تساهم في تشكيل شخصية الفرد وتكوين هويته.
من وجهة النظر التقليدية، يعتقد الكثير من الناس أن للمرأة دورًا لا يمكن الاستغناء عنه في تربية الأطفال لأنها تمتلك غريزة الأمومة بالفطرة، بينما يقتصر دور الرجل غالبًا على العمل وتوفير المال ومع ذلك يرى البعض أن الرجال يمكنهم أيضًا أن يكونوا آباءً جيدين مثل النساء تمامًا.
يرى كثير من الناس أن النساء هنّ الأفضل في تربية الأطفال ولهذا السبب يكون لهن دور أكبر في تربية الأبناء في معظم المجتمعات.
في المقابل يرى آخرون أن الرجال قادرون على أداء دور الأبوة بنفس الكفاءة ولا يقلّون عن النساء في هذا المجال.
لكن الحقيقة أن مسؤوليات ودور الوالدين معا أمرًا بالغ الأهمية لأنهما يهيئان الطفل لحياته المستقبلية. ونجد أن طريقة تعامل الأب أو الأم مع الطفل تؤثر بشكل كبير على نموه العقلي والجسدي.
كل أم وكل أب يحب أطفاله أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم، ويأمل أن يكون أبناؤه أشخاصًا ناجحين ومتميزين في المستقبل.
وعلى مدار التاريخ البشري كانت الأمهات في الغالب هنّ من يعتنون بالأطفال ويتحمّلن الجزء الأكبر من مسؤولية رعايتهم. أما الآباء فكانوا في العادة منشغلين خارج المنزل بتأمين لقمة العيش لأسرهم.
كما تتعلّم الفتيات منذ الصغر معنى الرعاية والاهتمام بالآخرين. فيبدأون بلعب الدمى ثم إلى رعاية الإخوة والأخوات الأصغر سنًا، ويُسند إليهنّ دور المُعتني والمُربية. كما يشاهدن أمهاتهن يقمن بهذه الأدوار مما يجعل من الطبيعي أن يتم التسليم أن الرعاية أمرًا أنثويًا يرتبط بدور المرأة.
أما الأولاد فيتعلّمون منذ الصغر أدوارًا تنافسية بعيدة عن مفهوم الرعاية. فبينما يحلم الأولاد بالمغامرات والمنافسات تجد الفتيات أنفسهنّ مهيئات نفسيًا وتربويًا لرؤية المستقبل من خلال تكوين الأسر وتربية الأبناء.
وأيضا فإن غياب الرجال عن أوقات النوم أو اللحظات الحميمة مع الأطفال يعود في الغالب إلى سبب بسيط هو المال. فمعظم الرجال يعتقدون أن أهم مساهمة يمكنهم تقديمها لأسرهم هي أن يكونوا معينين ماليين ناجحين.
لذلك يسعون جاهدين لكسب المال لتأمين حياة كريمة لأسرهم وتعليم جيد لأطفالهم. ولأن الرجال غالبًا ما يتحمّلون العبء المالي الأكبر داخل الأسرة، فهم يعتقدون أنهم قادرون على نقل خبراتهم المالية والمعيشية لأبنائهم بشكل أفضل من النساء.
الخلاصة
دور المرأة في تربية الأسرة يجب أن يُفهَم باعتباره أكبر بكثير من مجرد أداء دور الأم داخل الأسرة. فالمرأة ليست فقط أمًا بل هي أيضًا أخت وابنة، وعمة وأحيانًا جدة وتؤدي في كل هذه الأدوار نفس الوظائف الأسرية بنفس الأهمية والتأثير.
فكل دور من هذه الأدوار يُضيف قيمة إلى نظرة الأفراد داخل الأسرة ويساهم في ترسيخ الروابط العاطفية والاجتماعية بين أفراده.
فنجد الجدات ينقلن الحكمة والتقاليد كجزء من الإرث العائلي والأخوات غالبًا ما يكنّ أقرب الأصدقاء والمُستشارات في الأزمات.
من خلال هذا الترابط تنمو الشبكة العائلية وتتقوّى عبر دور المرأة في تربية الأسرة. وفي ظل التغيرات الحديثة في توزيع الأدوار بين الجنسين أصبح يُعترَف تدريجيًا بدور المرأة في تربية الأسرة ونموها. هذا الوعي يسمح لها بمتابعة أهداف أكثر وضوحًا وتحقيق طموحات مهنية دون أن تفقد مكانتها المحورية داخل الأسرة.
وعندما يتحقق هذا التوازن فإنه يخلق بيئة عائلية أكثر حيوية وتكاملًا حيث يتقاسم الرجل والمرأة المسؤوليات و يؤسسان علاقة مبنية على التعاون والدعم.
هذه العلاقة بين الوالدين تُعد نموذجًا حيًّا لأبنائهما يتعلّمون من خلالها معنى الشراكة والاحترام ويستطيعون تطبيق تلك القيم لاحقًا في علاقاتهم الخاصة مما ينعكس إيجابيًا على حياتهم المستقبلية.