كيفية تنمية مهارة الكتابة عند الأطفال:8 طرق فعالة

في عالمنا المعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا لم يعد الأطفال يحصلون على فرص كافية لممارسة مهارات الكتابة وتحسينها، مما يترك الكثير من الأهل يتساءلون: كيف يمكنني تنمية مهارات طفلي في الكتابة؟

تنمية مهارة الكتابة عند الأطفال تحتاج إلى وقت وصبر وقد يكون تحديًا في بعض الأحيان. لكن الخبر الجيد هو أن هناك الكثير مما يمكن للأهل فعله في المنزل لمساعدة أطفالهم على تحسين كتابتهم.

من أنشطة ممتعة إلى جلسات يومية للقراءة والكتابة، ستجد في هذه النصائح طرقًا عملية وسهلة تساعد طفلك على تنمية مهاراته الكتابية بثقة ومتعة وفي وقت أقصر مما تتوقع.

لماذا تنمية مهارة الكتابة عند الأطفال مهمة؟

الكتابة مهارة أساسية تدوم مدى الحياة. يحتاج الأطفال إلى تعلم الكتابة حتى يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين.

وتشير الأبحاث إلى أنه كي تطور مهارة الكتابة يجب توفير فرص للأطفال الصغار لبناء قوتهم الجسدية والتحكم في أجسامهم، خاصة في الجزء العلوي من الجسم، اليدين والأصابع.
كما تنمو مهارة الكتابة جنبًا إلى جنب مع جميع مجالات التعلم الأخرى وبشكل خاص مع التواصل واللغة والقراءة، والرياضيات.
عندما تقرأ نصوصًا أمام الأطفال فإنك تُظهر لهم أن الكلمات المطبوعة لها معنى. وعندما تكتب يمكنك شرح القرارات التي تتخذها أثناء التفكير، فيفهم الطفل كيف يمكنه التعبير عن أفكاره ومشاعره بالكلمات.

ومن خلال النمذجة (أي الكتابة أمام الطفل وشرح خطواتها)، تساعد الطفل على:
فهم أنماط اللغة
تطوير مهارات التفكير
حل المشكلات
تفسير تجاربه اليومية

كما أن الاستماع إلى حديث الأطفال وكتابة الكلمات التي يقولونها أمامهم، يُساعدهم على الربط بين الأصوات والكلمات المكتوبة.
وأخيرًا فإن مشاركة محاولات الطفل الأولى في الرسم أو “الشخبطة” مع الوالدين تعزز ثقته بنفسه وتغذي تقديره لذاته.
كيفية تنمية مهارة الكتابة عند الأطفال
هل ترغب في معرفة طرق عملية لتطوير مهارة الكتابة لدى طفلك؟

اليك 10 نصائح بسيطة تساعدك على تنمية مهارة الكتابة لدى طفلك, ولا تنسى أن تمدح مجهوده دائمًا مهما كان بسيطًا فالتشجيع يصنع المعجزات:

1.جهز لطفلك ركنًا مخصصًا للكتابة مع أدوات ممتعة

خصص له مكان مريح ومشجّع على الكتابة، يكون فيه أدوات متنوعة:

  • أقلام تلوين، ماركرات، وأقلام رصاص مناسبة للأيدي الصغيرة
  • دفاتر، أوراق ملوّنة، وأقلام مميزة للأطفال الأكبر

تمامًا مثل “ركن القراءة” اجعل “ركن الكتابة” مساحة ملهمة تشجّعه يجرّب ويكتب، ويبدع بكل راحه.

2.اشرح لطفلك إن الكتابة ليها هدف

  • من المهم أن يعرف الطفل أن الكتابة لها استخدامات كثيرة، مثل:
  • شرح المعلومات
  • إقناع الآخرين
  • التعبير عن المشاعر
  • التسلية والمتعة

وساعده أيضا على فهم أن الكتابة ليست فقط للمدرسة، بل وسيلة جميلة للتواصل مع الآخرين.

3.اكتب أمام طفلك

تعتبر هذه من أفضل الطرق لتعليمهم أهمية الكتابة ومكانها في حياتنا اليومية. حين يشاهدونك تكتب تكون لديك فرصة لشرح سبب الكتابة ومتى نستخدمها. وهذا يُساعد الطفل على إدراك مدى ضرورة الكتابة، وربما يُحبّها أيضًا.

أظهر لهم كم مرة تستخدم الكتابة خلال يومك ولأغراض مختلفة. بعد ذلك، يمكن للطفل أن يُشاركك في أنشطة كتابية بسيطة داخل المنزل مثل كتابة الملاحظات اليومية أو تدوين شيء في دفتر، أو تعليق رسالة على باب الثلاجة.
استغل كل فرصة ليدوّن الطفل شيئًا بنفسه ,على سبيل المثال، دعه يكتب اسمه على بطاقة تهنئة أو شكر بدلاً من أن تفعل ذلك نيابةً عنه.
ساعد طفلك الصغير في كتابة رسالة لصديق أو حتى لنفسه في المستقبل. يمكنك أيضًا التخطيط لنشاط كتابة ممتع دون أن يشعر الطفل أنه “يدرس” مثلًا: دعه يكتب ملصقات لأغراض المطبخ أو يكتب تعليقًا صغيرًا على صورة في ألبوم ذكريات.

4.ممارسة الكتابة للأطفال في مرحلة الروضة والتمهيدي

إذا كان طفلك ما زال في بداية تعلم الكتابة فمن الأفضل أن تبدأ معه بمهارات بسيطة مثل تدريب قبضة اليد على الإمساك بالقلم وكتابة حروف الأبجدية.
علّمه كيف يُمسك القلم بثلاثة أصابع، فيما يُعرف بـ”قبضة الثلاثي”، لأن هذه الطريقة تمنحه تحكّمًا أفضل أثناء الكتابة. يمكنك أيضًا أن تريه كيف يُمكنه تتبع الحروف بأصبعه في كتب الحروف أو في أوراق مطبوعة ليبدأ بتكوين علاقة بصرية ولمسية مع شكل الحروف.

بعد أن يتقن طفلك تتبع الحروف يمكنك الانتقال معه إلى كتابة الحروف يدويًا بدون خطوط مساعدة. جرّب طرق ممتعة ولمسية مثل كتابة الحروف باستخدام إصبعه على بخار مرآة الحمام أو على رغوة الحلاقة أثناء وقت الاستحمام، فهي طريقة ممتعة وفعالة.

اجعله يبداء بحرف أو حرفين كل ليلة وشجعيه على تجربة كتابة الحروف على الورق أيضًا. وعندما يبدأ بكتابة اسمه لأول مرة، احتفل معه بهذا الإنجاز الكبير و أظهر فخرك به.
من الطبيعي أيضًا في هذه المرحلة أن يقلد الطفل الكتابة أو ينسخ ما يراه وهذه خطوة مهمة تساعده على التعلم وتثبيت الحروف في ذاكرته.

5.الممارسة اليومية للقراءة تساعد على تنمية مهارة الكتابة عند الأطفال

لقراءة والكتابة مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما فكل مهارة تدعم الأخرى. عندما تقرأ لطفلك يوميًا منذ صغره فأنتِ تساعده على تنمية مفرداته وتحسين الإملاء، وفهم النصوص. حتى لحظة الجلوس معًا واحتضان كتاب تقوّي لديه مهارات عديدة دون أن يشعر.

دع الطفل يختار الكتب التي تثير اهتمامه سواء كانت ورقية أو إلكترونية وتحدث معه عن القصص التي تقرئها معه ، واسأله عن الكتب التي قرأها بمفرده. وكلما كبر اجعل الأسئلة أعمق لتتأكد من فهمه للنص.

ومن المهم أيضا أن تشجعه على قراءة ما كتبه لك أو يمكنك أن تقوله له بصوت عالٍ. ولا تنسى أن تمدح جهوده وأن تشير إلى كلمة صعبة كتبها بشكل صحيح أو استخدامه للفظ جميلة، هذا الدعم يشجعه على الاستمرار والتطور.

اعرف المزيد عن: أفضل طرق تعليم القراءة للأطفال

6.اجعل الكتابة ممتعة لتحفيز الأطفال

أفضل طريقة لتعليم الأطفال مهارات الكتابة هي من خلال ألعاب وأنشطة مسلية تجعلهم يتعلمون دون أن يشعروا. فعندما تكون الكتابة ممتعة يكمل الطفل النشاط بحماس وكأنه يلعب لا يتعلم.
ابدأ بأنشطة بسيطة مع الأطفال الأصغر سنًا: مثل كتابة جمل قصيرة معًا ثم قصّ الفعل من كل جملة بعد ذلك، حضّر مجموعة أفعال مختلفة ليعيد الطفل تكوين جمل جديدة.
مثلًا:
“أنا أركض في الحديقة.”

جرب أفعالًا أخرى: أقفز، ألعب، أركب، أحفر… ثم اجعله يكتب الجمل الجديدة بنفسه.
أما الأطفال الأكبر سنًا أو من لديهم مهارات كتابة متقدمة فيمكنهم كتابة نص لمسرحية ثم تمثيلها فقم بتشجيعهم على التنكر وأداء الأدوار التي كتبوها بأنفسهم. هذا يجعلهم يرون كتابتهم تتحول إلى واقع مما يحمّسهم أكثر.

كما يمكنك أن تجري معهم “مقابلة صحفية” وكأنهم كُتّاب مشهورون، واسألهم مثلاً: “ما الذي ألهمك لكتابة هذا النص؟” و”ما الرسالة التي تحاول إيصالها؟”

وأخيرًا، هناك الكثير من الأنشطة الكتابية المتوفرة على الإنترنت داخل ألعاب آمنة للأطفال يمكنهم استخدامها أثناء التنقل وهي طريقة رائعة لتحفيزهم على الكتابة بانتظام.

7.تنمية مهارة الكتابة عند الأطفال باستخدام مقترحات الكتابة الإبداعية

مقترحات الكتابة الإبداعية وسيلة رائعة لتشجيع الأطفال على الكتابة من غير ما يقولوا جملتهم المعتادة: “لا أعرف ماذا أكتب!” استخدم أفكار قريبة من اهتماماتهم، مثل الحيوانات الأليفة أو الشخصيات المفضلة أو أسئلة تحفّزهم على التفكير.
مع الأطفال الصغار ابدأ بجمل بسيطة يمكنهم إكمالها بكلمة أو كلمتين. وإذا كانوا لا يزالون يتعلمون الكتابة يمكنك أن تكتب لهم الكلمة وتشجعهم على تكرارها أو نسخها.
وأيضا ساعدهم في تكوين الحروف وتهجئة الكلمات وإذا كانوا يعرفون بعض الكلمات فدعهم يكتبوها بأنفسهم.

  • أمثلة مناسبة للأطفال في سن الحضانة أو رياض الأطفال:
  • حيواني المفضل هو…
  • أحب أن آكل…
  • …يجعلني سعيدًا
  • لوني المفضل هو…
  • عمري … سنوات

أما الأطفال الأكبر سنًا فشجّعهم على توسيع إجاباتهم وقد تكون جملة أو فقرة قصيرة، أو حتى نصًا أطول إذا كانوا متحمسين للكتابة.

أفكار لتحفيز الأطفال الأكبر سنًا على الكتابة:

  • من هو بطلك المفضل في الأفلام؟ ولماذا تحبه؟
  • إذا كان لديك قوة خارقة، ماذا ستكون؟ وكيف سوف تستخدمها في حياتك اليومية؟
  • من هو أفضل أصدقائك؟ وماذا تحب أن تفعل معه؟

تعرّف أكثر عن: تنمية المهارات اللغوية عند الطفل

8.ساعد طفلك على كتابة قصته أو حتى تأليف كتاب

منذ الصغر، يحب الأطفال أن تحكي لهم القصص وكثيرٌ من الأهالي يجعلونها جزءًا من روتين ما قبل النوم. وبمجرد أن يبدأ طفلك في تعلم الكتابة، لمَ لا تساعده على كتابة قصته الخاصة؟
مع الأطفال الصغار يمكن للوالدين أن يكونوا هم الكُتّاب الذين يدونون ما يقوله الطفل، فيرى الطفل كيف تتحول أفكاره إلى كلمات وجُمل مكتوبة.

وبمرور الوقت يبدأ الطفل بمحاولة كتابة بعض الحروف العشوائية وهنا شجّعه على أن يخبرك بما كتب حتى لو لم يكن واضحًا بعد، لأن الفكرة أن يدرك أن للكتابة معنى وقيمة.

يمكنك بعد ذلك عرض كتاباته على الحائط أو صنع كتاب صغير معه يحتوي على قصته.
اشرح لطفلك أن القصص تأتي بأشكال مختلفة، فلو كان يحب القصص المصورة أو الأشعار أو الروايات المصورة أرِه كيف يمكنه أن يصنع واحدة بنفسه.

أما الأطفال الأكبر سنًا فدَع لخيالهم المجال، وساعدهم على كتابة قصة قصيرة أو حتى كتاب مكوّن من فصول إن كانوا مستعدين لذلك. ولا تنسى أن تمدح أفكارهم وطريقة تعبيرهم عنها.

الفوائد طويلة المدى لتنمية مهارة الكتابة لدى الأطفال

ضعف مهارات الكتابة قد يؤثر سلبًا على مستقبل الطفل الدراسي أو المهني، وقد ينعكس على ثقته بنفسه أيضًا. لذلك من الأفضل البدء بمساعدته من الآن باستخدام النصائح البسيطة التي ذكرناها. كما أن البرامج التعليمية التي تراعي جميع الخطوات الأساسية في تنمية مهارات القراءة والكتابة تُعد وسيلة قوية لحماية الطفل من التأخر الدراسي أو الشعور بالإحباط.

و كآباء وأمهات يمكننا أيضًا أن نمنح أطفالنا دعمًا إضافيًا ليصبحوا كُتّابًا أقوياء سواء في المدرسة أو بعد ذلك.
ونجد أيضا أن ضعف الكتابة عند الطفل لا يؤثر فقط على درجاته، بل قد ينعكس على قدرته على التواصل في المواقف الاجتماعية أو في بيئة العمل المستقبلية.
لذلك من المهم أن نولي هذا الجانب الاهتمام اللازم منذ البداية ويمنع تراكم المشاكل مع مرور الوقت.