النشاط الطلابي ودوره في الارتقاء بالعملية التعليمية

من أهم أهداف التربية السليمة إعداد الأجيال ليتحملوا مسؤولياتهم نحو أنفسهم ،وأسرهم ،وأوطانهم، من أجل مواكبة التطور المستمر في جميع ميادين الحياة، والإسلام دين التربية الصحيحة حض في جميع مصادره على طلب العلم ومواصلته والاستمرار في طلبه وفي هذا يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [المجادلة: 11].

وفي هذا المقال سنحاول الإجابة على التساؤلات التالية: ما هو دور النشاط الطلابي، وما هي مجالاته، ودوره في الارتقاء بالعملية التعليمية من المنظور الإسلامي، وكيفية التغلب على المشكلات التي تواجهه؟

تعريف النشاط الطلابي

هو: خطة مدروسة وبرنامج تؤسسه المؤسسة التعليمية يتكامل مع البرنامج العام يختاره المتعلم ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث يحقق أهدافا تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج الدراسي داخل الفصل خلال اليوم الدراسي أو خارجة مما يؤدي إلى نمو المتعلم في جميع جوانب نموه التربوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي مما ينجم عنه شخصية متوافقة قادرة على الإنتاج.

أهمية النشاط الطلاب في تنمية قدرات المتعلمين على التفكير العلمي وحل المشكلات

يتمثل أهمية النشاط في كونه جانبا تطبيقيا لما يتعلمه الفرد بالإضافة لعدد من الفوائد التي يحققها لممارسيه ونلخصها في النقاط الآتية:

• في مجالات النشاط حرية وترفيه وإيجابية عمل تحقق فيه ذاتية الطلاب.
• يصبح النشاط الطلابي وسيلة للكشف عن ميول الطلاب فيستطيع المعلم بكل سهولة التعرف على مفاتيح شخصية الطالب والتعامل معها بإيجابية وغرس صفات واتجاهات ومهارات مرغوب فيها.
• يعمل النشاط أيضا على الارتفاع بمستوى ثقافة الطلاب وتدريبهم على ما تعلموه مما يترتب على ذلك خبرة تدريبية تمكنهم من التعامل في المجتمع الخارجي .
• يتعود الطالب على احترام العمل اليدوي ومزاولة ألوان النشاط المختلفة التي تكون أحدها في يوم من الأيام مهنة أو هواية وترفع بفضلها مستوى تركيزه ويشغل بها وقت فراغه.
• كشف السلوك الشاذ في بعض الطلاب فيجري العمل على توجيههم.
• يعمل النشاط على استغلال وقت فراغ الطلاب بما هو نافع ومفيد.
• يعالج النشاط الخجل ويعلم الطلاب الجرأة وتجنب العزلة.
• تسهم الانشطة المدرسية في جذب الطلاب للمؤسسة التعليمية وتحببهم لها من خلال مقابلتهم لحاجاتهم ورغباتهم.
• النشاط الطلابي يدرب الطلاب على الحياة الاجتماعية مثل تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس والتعاون والصبر والطاعة مما يساعد في تقوية العلاقات الاجتماعية.
• تساعد الأنشطة الطلابية على اكتشاف الفروق الفردية ومراعاتها كذلك التعرف على ميول الطلاب.
• إكساب الطلاب المهارات اليدوية والخبرات الفنية التي تتيح لهم التعبير عن الدوافع والإمكانات والطاقات الكامنة.
• كما تسهم في إثراء الدراسة داخل الفصل مما يساعد في إثارة عنصر التشويق للمادة العلمية وبذلك تسهم في جذب الطلاب للمدرسة وإزالة التوتر بين الطلاب وهيئة التدريس.
• الارتباط الوثيق بتاريخ الأمة الإسلامية وحضارتها والاقتداء بسيرة السلف الصالح
• تنمية قدرات المتعلمين على التفكير العلمي وحال المشكلات.
• تطوير قدرات المتعلمين وتقوية التذوق الفني وتقدير الجمال.
• تكوين اتجاه إيجابي نحو الموارد الطبيعية والمحافظة عليها وتوعية المتعلمين بمفاهيم الطب الوقائي وقواعد الصحة العامة وأسس تنظيم التغذية وطرق الوقاية من الحوادث والأمراض.

ومن هنا نرى أن النشاط الطلابي من المفاهيم الأساسية في التربية الحديثة، لما له من أهمية ودور فعال في غرس العادات الحميدة في نفوس الطلاب وتكوين الاتجاهات المرغوب فيها.

ويلاحظ أيضاً أن أهداف النشاط متعددة وواسعة فالنشاط يساعد الطالب على النمو المتكامل في جميع جوانب الحياة التي تسعى التربية الحديثة لتحقيقه.

مجالات النشاط الطلابي

للنشاط الطلابي مجالات متنوعة من أهمها:

أولا: النشاط الديني:

التربية الإسلامية لم تغفل جانب النشاط، فالدين الإسلامي دين قوة وعمل ونشاط فهو يدعو إليه ويحبب فيه ويأمر به وفي ذلك تحقيقا لقوله تعالى : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60] ، وقال تعالى {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} [الأنبياء: 80] ، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} [الملك: 15].

وقد أشارت الأحاديث النبوية إلى أن النشاط الإسلامي دين قوة كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)، وقوله صلى الله عليه وسلم : (أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم).

ومن ذلك يتضح اهتمام التربية الإسلامية بالنشاط الذي يهدف إلى نمو المسلم في جميع نواحي الحياة بما يكفل له شخصية إسلامية متكاملة متوازنة وسوية.

مجالات النشاط الديني

يهدف هذا النشاط إلى تعميق المفاهيم الإسلامية والاعتزاز بالإسلام وتحقيق آثاره في سلوك الفرد والجماعة وتقويم أنفسهم والتمسك بالكتاب والسنة والعمل بهما والتعريف بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم وأعلام المسلمين، وإبراز المعاني السامية للشريعة الإسلامية ومُثلها وسماحتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان.

كما يهدف إلى تربية الطلاب وتبصيرهم بشؤون دينهم وحمايتهم من التيارات الضالة والأفكار المنحرفة وزرع الثقة في نفوسهم بمقومات دينهم وتدريبهم على التوجيه والإرشاد وروح التسامح وفق المنهج السليم.

ويمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال عدد من البرامج منها:

• مدارسة القرآن وحفظه وتجويده.
• مدارسة السيرة النبوية وحفظ ما تيسر منها.
• معرفة الأحكام الفقهية وتطبيق ما يمكن تطبيقه.
• دراسة بعض سير أعلام الصحابة.
• التدريب على فن الخطابة والإلقاء.
• إجراء المسابقات والبحوث في مجالات التربية الإسلامية المختلفة.
• استضافة بعض رجال العلم والعلماء وإقامة المحاضرات في هذا الجانب.

ثانيا : النشاط الثقافي

ويقصد بهذا النشاط الطلابي الثقافي كل ما يكتسبه الطالب من معارف ومعلومات داخل الفصل أو خارجه ويلعب هذا النشاط دورا هاما في تنمية الطالب فكريا واجتماعيا، ويرجع أهميته إلى إكساب الطلاب تركيزا معرفيا وتطبيقيا لكل ما يدرسونه.

وللنشاط الاقتصادي وسائله ومجالاته المتعددة ومن أهم هذه الوسائل:

• المحاضرات والمناظرات والندوات.
• الصحافة المدرسية.
• المسابقات الثقافية.

ثالثا :النشاط الاجتماعي

يهدف النشاط الاجتماعي إلى إكساب الطلاب قيم متعددة كالتعاون وتقدير العمل اليدوي والصبر وخدمة البيئة، وهي مهارات مفيدة نافعة وتشمل الانشطة الطلابية الاجتماعية (الرحلات – الخدمات العامة – النظافة – النظام – تعلم مهارات يدوية وحرفية).

رابعا : النشاط الفني

ومن أهداف هذا النشاط تنمية الإحساس بالفن لدى الطلاب وخلق التوافق العضلي والعصبي عندهم من خلال ممارستهم لهذا النشاط وتنمية مواهب الرسم والتمثيل وتدعيم الذوق الفني والابتكاري لديهم وتوسيع مداركهم وآفاقهم لهذا النشاط ومن أبرز وسائل هذا النشاط الرسم والأشغال اليدوية والمعارض.

خامسا: النشاط الرياضي

هي تلك الألعاب الحرة المنظمة التي يمارسها الطالب تحت إشراف وتوجيه المشرف والإدارة والتربية الرياضية تنمي الطلاب نموا متزنا متكاملا وتستثمر أوقات الفراغ بما يعود على الطالب بالنفع والفائدة كرياضة السباحة والجري وكرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية الأخرى

الأسس التربوية للنشاط الطلابي

من أهم الأسس التربوية للنشاط الطلابي أن يكون النشاط المدرسي موجه نحو هدف مرغوب فيه، و لكي يكون هذا الهدف واضحا ومحددا يجب أن:

1. توضع خطة منظمة لتنفيذ النشاط وأن يشترك الطلاب في وضعها.
2. تخضع أنشطة لعملية الملاحظة الدقيقة لكي يتعرف المدرب على ميول الطلاب فيحدد نواحي القوة والضعف فيقوم بدعم نواحي القوة ومساعدة الطلاب على التغلب على مواطن الضعف.
3. يكون تقييم النشاط المدرسي على أساس قيمته التربوية لا على أساس نتائجه المادية فإن المقصود من قيام الطالب بأوجه النشاط هي تنمية القدرة على التفكير والتخطيط والتنفيذ وأن ننمي فيه القدرة على العمل .
4. تكون الأنشطة المدرسية منبثقة من تعاليم الدين الإسلامي وقيمه بحيث تعكس معتقدات هذا المجتمع المسلم.
5. يكون النشاط الطلابي وسيلة فعالة لعلاج الكثير من مشكلات التلاميذ كمشكلة العدوان والخجل والانطواء وغيرها.
6. يتيح النشاط الطلابي فرصا متعددة للكشف عن ميول التلاميذ وتنمية مواهبهم.
7. تنوع النشاط وكثرة مجالاته لتحقيق النمو الكامل المتزن لشخصيات التلاميذ.
8. تشجيع روح الابتكار وتنمية الثقة بالنفس.

كيفية تقويم النشاط الطلابي

يعد تقويم أي عمل أو أي برنامج من أهم الأمور التي تؤدي إلى إصلاح ذلك العمل من أجل تحقيق الأهداف المراد تحقيقها ودفع النشاط إلى أعلى درجات النجاح.

المفهوم التربوي لتقويم النشاط الطلابي

(مجموعة الإجراءات العلمية التي تهدف إلى قياس وتقدير عائد ما يبذل من جهود إدارية وفنية لتحقيق أهداف التربية، في ضوء ما اتفق عليه من معايير ومستويات وذلك للوقوف على مدى فاعلية هذه الجهود، وما يصادفها من عقبات وصعوبات في التنفيذ بقصد تحسين الأداء ورفع الفاعلية الإنتاجية مما يساعد على تحقيق الأهداف).

مشكلات النشاط الطلابي

يمكن تقسيم هذه المشكلات إلى مشكلات خاصة بالتلاميذ و مشكلات متعلقة بالقائمين على الأنشطة ومشكلات متعلقة بالأمور التنظيمية.

مشكلات التي تتعلق بالتلاميذ:

• ازدحام اليوم الدراسي بالمواد.
• عدم وجود حوافز تشجيعية.

مشكلات متعلقة بالقائمين على الأنشطة

• العبء التعليمي للمعلم.
• قصر اليوم الدراسي.
• عدم قناعة القائمين على الأنشطة بمدى أهميتها.

مشكلات متعلقة بالأمور التنظيمية:

• عدم وجود خطة واضحة لممارسة النشاط.
• قلة الزمن المخصص للنشاط.
• قلة تنوع الأنشطة.

التوصيات:

• وضع آلية معينة لإشراك أفراد المجتمع في تخطيط النشاط.
• ضرورة اختيار مشرفة النشاط بناء على كفاءتها.
• ضرورة حث المديرات ورائدان النشاط على استخدام أساليب متنوعة في تقويم النشاط.
• ضرورة عقد دورات تدريبية للتوعية بأهمية النشاط للتأثير الإيجابي على سلوك الطفل.
• التركيز على تخصيص ميزانية لكل برنامج من برامج النشاط.

الأسئلة الشائعة حول مقال النشاط الطلابي ودوره في الارتقاء بالعملية التعليمية

---

المصادر:

1. القرآن الكريم.
2. أضواء على النشاط الاجتماعي – دار الحارثي للطباعة والنشر، إدارة التعليم بالطائف.
3. دور الإدارة المدرسية تجاه النشاط المدرسي في المرحلة الثانوية للبنات بمكة – رسالة ماجستير غير منشورة – جامعة أم القرى – كلية التربية.
4. معوقات النمو المتكامل للطفل في المرحلة الابتدائية الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة.
5. إرشادات الآباء والأبناء – مكتبة الخانجي القاهرة.
6. علم نفس النمو ( الطفولة والمراهقة ) عالم الكتب ط 5 القاهرة.
7. النشاط المدرسي مفهومه ووظائفه ومجالات تطبيقه الدار المصرية اللبنانية ط3 القاهرة.
8. التخطيط التربوي، الأزاريطة، جامعة الفاتح، كلية التربية – الإسكندرية.