نؤمن بأن التعليم رحلة تستمر مدى الحياة، لذلك نقدم لك في مدونتنا محتوى غني ومتنوع يساعدك في تطوير مهاراتك وتحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية.

أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال

إن تنشئة طفل يتمتع بشخصية قوية تعدّ أحد أهم أهداف التربية السليمة، فالشخصية القوية هي مفتاح النجاح الذي ينبغي أن يسعى إليه أطفالنا، سواء في التعلُّم، التواصل، واتخاد القرارات. إلا أن أطفالنا، أحيانًا، قد يتعرَّضون لأشياء تسبب لهم ضعف الشخصية، فنرى الطفل يتَّسِم مثلًا بالخجل الزائد، أو عدم امتلاك القدرة على التعبير عن نفسه، أو بتبعيته الزائدة للآخرين.

لهذا، نشارك معكم، في سلسلة مقالاتنا عن صحة الطفل النفسية، مقالنا هذا، حيث نتناول أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال، وكيف يمكن لنا تمييزها، ومدى تأثير ضعف الشخصية على حياته، وكيف يمكن لنا علاجها.

علامات ضعف الشخصية عند الطفل

وقبل أن نتطرق إلى أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال، يجب أولًا أن نتعرَّف معًا على علاماته أو كيف تعرف أن طفلك ضعيف الشخصية؟

إن ضعف الشخصية بشكلٍ عام يعني مجموعة من الصفات السلوكية التي يتَّسِم بها الطفل، مثل: تردده، خوفه أثناء التفاعل مع أشخاص آخرين، انعدام القدرة على التعبير عن رأيه أو الدفاع عن نفسه، وربما يظهر ضعف الشخصية أيضًا على هيئة تحول الطفل إلى “شخص تابع” يعتمد على آخرين في اتخاذ قرارات حياته، أو حتى شعوره بانعدام الثقة في نفسه.

ولا يولَد أطفالنا ضعاف الشخصية، لكنهم يكتسبون ذلك الضعف من عوامل بيئة، وتربوية، ونفسية. لكن لا داعي للقلق رغم ذلك، فتلك أشياء يمكن علاجها في وقت مبكر، فينشأ الطفل وهو يتمتع بشخصية أكثر قوة وتوازنًا.

أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال

كما أسلفنا، فضعف الشخصية ليس شيئًا فطريًا، أي أن أطفالنا لا يولدون به، بل يحدث نتيجة تراكم عوامل عدّة، نستعرض أهمها في ما يلي:

  • أسلوب التربية: حين يكون يتَّسِم أسلوب التربية بالصرامة أو التسلُّط يفقد الطفل ثقته بنفسه.
  • الحماية الزائدة: إن حماية الأسرة لطفلها أمرًا ضروري، لكن الحماية الزائدة تمنع الطفل ميزة خوض التجارب الجديدة، فينشأ مصابًا بالتردد، خائفًا من الاستقلال.
  • التنمر والمقارنة المستمرة: سواء كان التنمر أو المقارنة من الأسرة أو المدرسة (من المعلِّمين)، فسوف يصاب الطفل بمشاعر النقص والدونية.
  • غياب الدعم: دائمًا ما ننصح بتشجيع ودعم أطفالنا، حتى في أبسط محاولاتهم ومع أصغر انتصاراتهم، لأنه إذا غاب الدعم، يتوقف الطفل عن المبادرة والمشاركة.
  • الصدمات المبكرة: عندما يتعرض الطفل لاضطراب نفسي أو صدمة مبكرة (مثل فقدان أحد الوالدين أو الطلاق)، ينشأ بشخصية ضعيفة.

كل هذه العناصر تساهم في تكوين طفل ذو شخصية ضعيفة، وإذا لم تُعالَج مبكرًا، فسوف تؤثر عليه في الصغر والكبر.

تأثير ضعف الشخصية على الأطفال

لضعف الشخصية عند الأطفال تأثيرات مختلفة، تتوقَّف على نوع الضعف المصاب به الطفل، لكن بشكلٍ عام هناك تأثيرات مشهورة، فمن الناحية النفسية، يصاب الطفل بالتردد والقلق الدائمين وينخفض تقديره لذاته. وفي علاقاته الاجتماعية يعاني أشد المعاناة، حيث يواجه صعوبة في عقد الصداقات أو الدفاع عن نفسه في المواقف التي تتطلَّب ذلك.

وعلى المستوى الدراسي، يتأثر أداءه لخوفه من ارتكاب الأخطاء أو الحديث أمام الآخرين. ولا يُظهِر الطفل استجابة جيدة في المواقف الجديدة ايضًا، فقد يبدي انسحابًا أو مقاومة للتغير. تتراكم كل هذه التأثيرات، فتقلِّل من فُرَص تعلمه ونموه الاجتماعي والمعرفي.

هكذا نفهم أن أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال لا تكفي وحدها للوصول إلى العلاج الفعّال، بل يجب أن نقف على تأثير ضعف الشخصية حتى نقدِّر فكرة العلاج المبكر.

هل يمكن تقوية شخصية الطفل؟

نعم بكل تأكيد.. عن طريق القيام ببعض الممارسات التربوية، مثل منحه فرصة اتخاذ قرارات بسيطة بنفسه وتشجيعه على المحاولة دون أي خوف من الوقوع في الفشل. فإذا نظرنا إلى أحد أهم أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال وهي الحماية الزائدة التي يمارسها الأهل على أطفالهم ظنًا منهم أنهم بذلك يوفروا لهم الأمان اللازم. وبناءً عليه، فتقوية شخصية الطفل ممكنه جدًا، ولكن يجب أن تبدأ من تعزيز الثقة بالنفس، وتنمية المهارات الاجتماعية.

إن الطفل ضعيف الشخصية يتَّسِم بفقدان مهارات التواصل الجيد، وإذا أردنا تقوية تلك النقطة، يجب علينا تدريب الطفل على التعبير عن مشاعره بوضوح ودون خوف من انتقادنا له أو حكمنا عليه.

يلعب الأهل الدور الأساسي في هذه المعادلة، فالأمر ممكن، ويتلخص في تقديم الدعم وتجنب الانتقاد المستمر، وإشراك الطفل في أنشطة تزيد من استقلاليته.

تعرف على: أسس التربية السليمة للأطفال

علاج ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس عند الأطفال

يتركز علاج ضعف الشخصية عند الأطفال على الوعي بالمشكلة مبكرًا من خلال التركيز على ملاحظة علامات ضعف الشخصية عند الطفل، ثم الوقوف على أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال لفهم الأسباب التي أدت للمشكلة، سواء كانت الأسباب بيئية أو نفسية.

تتمحور أولى خطوات العلاج حول النقاط التالية:

  • توفير بيئة آمنة يشعر فيها الطفل بالحب والدعم.
  • عدم انتقاد الطفل أو الحكم على تصرفاته أو تعريضه للمقارنة بينه وبين أطفال آخرين، ولو كانوا أشقاءه.
  • تشجيع الطفل بشكلٍ مستمر على المحاولة والنجاح ولو في أبسط المهام.
  • إشراك الطفل في الأنشطة الجماعية كالرياضة أو المسرح لتقوية مهاراته الاجتماعية.
  • وأخيرًا، بعض الحالات قد يفيدها أو يكون من الضروري لها استشارة أخصائي نفسي للأطفال لتقديم الدعم المناسب من خلال خطة علاجية تناسب الطفل ومشكلاته.

اقرأ أيضا: نصائح للأمهات في تربية الأطفال

الأسئلة الشائعة حول أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال

1. ما هي أشهر علامات ضعف الشخصية عند الطفل؟

الخجل الزائد عن الحد، تلاشي التواصل مع الناس، التردد عند اتخاذ القرارات، الاعتمادية، الخوف من التعبير عن الرأي.

2. هل يدل ضعف الشخصية على وجود مشكلة نفسية؟

ليس بالضرورة، لكنه يمكن أن يكون مؤشرًا على حاجة الطفل إلى دعم نفسي وتربوي لزيادة ثقته بنفسه.

3. ما الفرق بين الخجل وضعف شخصية الطفل؟

الخجل أو الحياء تحديدًا سلوك فطري محبوب وطبيعي، أما ضعف الشخصية فيعني عدم القدرة على الدفاع عن النفس أو التفاعل بثقة مع الآخرين.

4. متى يستلزم ضعف الشخصية استشارة أخصائي نفسي؟

عند استنفاد المحاولات الأسرية المستمرة، أو إذا بدأت المشكلة تؤثر على علاقاته أو أداءه الدراسي.

5. هل يمكن تقوية شخصية الطفل مع الوقت؟

بالتأكيد، يتم ذلك من خلال الدعم الأسري وتعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتدريبه على مهارات التواصل مع الآخرين والتعبير عن نفسه.

مصطفى اليماني، خريج نظم معلومات إدارية دفعة ٢٠١٣، يعمل في كتابة المحتوى منذ عام ٢٠١٩، وتخصص في عام ٢٠٢٣ في المحتوى التعليمي والتربوي والمحتوى المتعلق بصحة الأسرة والطفل. كما يعمل في مجالي الصحافة والترجمة الأدبية.