أسباب شرب الماء بكثرة عند الأطفال

هل لاحظت أن طفلك يشرب الماء بشكلٍ أكثر من المعتاد؟ أسباب شرب الماء بكثرة عند الأطفال عديدة، منها الطبيعي ومنها الصحي الذي يستدعي القلق، وإذا كنت تشعر أن معدلات شُرب الماء لدى طفلك في ازدياد، ولا تجد لذلك سببًا، فأنت في المكان المناسب.

في هذا المقال، سوف نجيب عن العديد من الأسئلة: ما هي معدلات شرب الماء الطبيعية عند الأطفال؟ كيف يمكن التفرقة بين العطش الطبيعي وغير الطبيعي؟ ما هي الأسباب الطبية المحتملة لشرب الماء بكثرة عند الأطفال؟

هل شرب الماء بكثرة عند الأطفال طبيعي

شرب الماء بكثرة عند الأطفال يمكن أن يكون طبيعيًا جدًا في حالات عديدة، منها مثلًا أيّام الصيف الحارّة حين يكون من المفيد شرب الماء بكثرة لتعويض ما تفقده أجسادنا من ماء، سبب آخر هو اللعب لفترات طويلة حيث يتعرّض الطفل للإجهاد ويصبح جسده في حاجة للانتعاش بالماء وتعويض ما فقده منه خلال التعرُّق والحركة.

طبعًا هناك الأطعمة المالحة التي تجعلنا في حاجة دائمة لشرب الماء، إلى آخره من الأسباب الطبيعية التي لا تستدعي القلق. لكن متى يستدعي شرب الماء بكثرة القلق؟

أسباب شرب الماء بكثرة عند الأطفال

فكما أنه توجد العديد من فوائد شرب الماء للأطفال، إلا أنه إذا لاحظت أن طفلك يشرب كميات كبيرة من الماء بشكل مستمر، فهناك عدة أسباب محتملة وراء ذلك. بعضها طبيعي، وبعضها الآخر قد يكون مؤشرًا لحالة صحية تحتاج إلى متابعة، أما الأسباب الطبيعية، فكما أسلفنا، تقع ضمن النقاط التالية:

أسباب طبيعية لـ شرب الماء بكثرة عند الأطفال

• زيادة النشاط البدني.
• ارتفاع درجات الحرارة.
• تناول أطعمة مالحة أو حارة.
• فترات النمو السريع.
• العطش الناتج عن اللعب أو التعرق.

وأمّا الأسباب الطبية المحتملة لـ شرب الماء بكثرة عند الأطفال، فنبدأ في النظر إليها عند استبعاد الأسباب الطبيعية السابقة، وربما تكون مثل:

أسباب صحية محتملة لـ شرب الماء بكثرة عند الأطفال

مرض السكري من النوع الأول: يحدث بسبب نقص إفراز الأنسولين في الجسم، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهناك طريقة لاكتشافه، حيث تكون الأعراض المصاحبة له (إلى جانب شرب الماء بكثرة) هي: التبول المتكرر، فقدان الوزن غير المبرر، التعب المستمر، الشهية الزائدة، ورائحة نفس شبيهة بالفاكهة.

سكري الكلى: حالة نادرة تؤدي إلى خلل في إفراز الهرمون المسؤول عن تنظيم احتباس الماء في الجسم. والأعراض المصاحبة له تكون: عطش شديد جدًا، وتبول كميات كبيرة من البول المخفف، حتى أثناء الليل.

عدوى المسالك البولية: تكون عبارة عن التهابات في الجهاز البولي قد تزيد من رغبة الطفل في شرب الماء لتخفيف الشعور بالحرقان أثناء التبول. ويمكن اكتشافها بملاحظة التالي: إذا كان الطفل يشعر بألم أو حرقان أثناء التبول، رائحة كريهة للبول، ارتفاع درجة الحرارة، وتكرار التبول بكميات قليلة.

مشكلات في الكلى: عبارة عن خلل في وظائف الكلى قد يؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل والأملاح. ويمكن لنا ملاحظة الأعراض التالية إذا كان الطفل مصابًا بمشكلات في الكلى: تورم في الجسم، شحوب، تعب عام، ونقص في الشهية.

فرط نشاط الغدّة الدرقية: زيادة نشاط الغدة الدرقية تؤدي إلى تسارع في عمليات الجسم الحيوية. والأعراض المصاحبة لها تكون: تعرق زائد، فقدان وزن، قلق، رعشة في اليدين، وتسارع ضربات القلب.

يجب علينا التأكيد هنا أنك إذا لاحظت أيًّا من الأعراض السابقة على طفلك، فيجب استشارة طبيب الأطفال لتقييم الحالة بدقة.

تعرف أيضا على: الفرق بين الطعام الصحي وغير الصحي

كيف يمكن التفرقة بين العطش الطبيعي وغير الطبيعي؟

طيِّب، فلنفرض أننا استبعدنا الأسباب الطبيعية لشرب الماء (بمعنى أن الطفل لا يبذل مجهودًا مثلًا يستدعي شرب الماء بكثرة أو أننا لسنا في فصل شديد الحرارة يستدعي شرب الماء الكثير)، ولم نلاحظ أيضًا أيًا من الأعراض المرضية السابقة، فكيف يمكن لنا التفرقة بين العطش الطبيعي وغير الطبيعي؟

الفرق الأساسي أن العطش الطبيعي يكون مؤقتًا ومبررًا، ويرتبط بعوامل واضحة، ويزول بمجرد شرب كمية معتدلة من الماء. أما العطش غير الطبيعي فيكون متكررًا، مفرطًا، وغير مبرر، وغالبًا ما يصاحبه أعراض أخرى مثل التبول الزائد، الإرهاق، أو تغيرات في الشهية والوزن.

إذا شككتِ في أن العطش لدى طفلك غير طبيعي، يُنصح بمتابعة التالي:

• عدد مرات التبول.
• كمية السوائل التي يشربها يوميًا.
• الأعراض المصاحبة.
• استشارة طبيب الأطفال لإجراء الفحوصات اللازمة.

كم يحتاج الطفل من الماء يوميًا؟

وحتى تستطيعي حساب كمية الماء التي يحتاجها طفلكِ يوميًا واكتشاف ما إذا كان يشرب ما هو أكثر منها بكثير أو لا، فنقدم لكِ الكميات المناسبة حسب ما أوصت به الأكاديمية الأمريكية للأطفال:

• الأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات: حوالي 4 أكواب (أي ما يعادل لتر تقريبًا) من السوائل يوميًا، بما في ذلك الحليب والعصائر الطبيعية.
• من 4 إلى 8 سنوات: يحتاج الطفل إلى 5 أكواب من الماء أو السوائل يوميًا.
• من 9 إلى 13 سنة: قد يحتاج الطفل إلى 7 إلى 8 أكواب، حسب الجنس ومستوى النشاط.

ويجب الانتباه إلى أن احتياجات الماء قد تزيد في فصل الصيف أو عند ممارسة الرياضة. أفضل قاعدة هي أن يكون البول فاتح اللون، وأن يتناول الطفل الماء بانتظام على مدار اليوم، وليس فقط عند الشعور بالعطش.

نصائح لضبط استهلاك الماء بطريقة صحية

رغم أن شرب الماء ضروري لصحة الأطفال، إلا أن الإفراط فيه قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية، أو يؤدي لمشاكل مثل التبوّل الليلي أو نقص الصوديوم. إليك بعض النصائح التي تساعدك في ضبط استهلاك طفلك للماء بشكل صحي:

• قدّمي الماء على فترات منتظمة: بدلًا من ترك الطفل يشرب كميات كبيرة دفعة واحدة.
• شجّعي طفلك على الشرب قبل وبعد اللعب: وليس أثناء التمرين فقط.
• راقبي لون البول: فإذا كان شفافًا تمامًا بشكل دائم، فقد يكون طفلك يشرب أكثر من اللازم.
• تجنّبي العصائر والمشروبات الغازية كبديل للماء: لأنها قد تزيد من الإحساس بالعطش وتحتوي على سكر زائد.
• وفّري زجاجة ماء بحجم مناسب: لطفلك يمكنه حملها، وعلّميه أن يشرب منها عند الحاجة وليس بشكل عشوائي.
• راقبي سلوك طفلك إذا أصبح يشرب بشكل مفرط ومفاجئ: واستشيري الطبيب إذا لاحظت أي أعراض مقلقة مثل فقدان الوزن أو التبوّل الزائد.

الهدف دائمًا هو التوازن، فالماء صديق الجسم، ولكن بقدر.

في النهاية

شرب الماء مفيد حتمًا، سواء لنا أو لأطفالنا، لكن كما يُقال: كل شيء إذا زاد عن حده، انقلب إلى ضده.

تناولنا معًا في هذا المقال أسباب شرب الماء بكثرة عند الأطفال، ومتى يكون شرب الماء طبيعي أو غير طبيعي، وكيف يمكن التفرقة بين الحالتين، وحتى كميات الماء التي تحتاجها كل مرحلة عمرية. وإلى اللقاء في مقال آخر عن يحوي كل ما يفيد صحة أطفالنا.

الأسئلة الشائعة حول أسباب شرب الماء بكثرة عند الأطفال