الطفل العنيد: تعرف على أسباب العناد عند الأطفال

جميع الأطفال يملكون درجة من العناد لكن ما معنى العناد بالضبط؟ ولماذا من المهم أن نفهم أسباب العناد عند الأطفال حتى نتعامل بشكل أفضل مع أطفالنا؟

العناد عند الأطفال هو ميلهم لرفض أو مقاومة تنفيذ الطلبات أو التعليمات أو الإقتراحات من الكبار أو أصحاب السلطة مثل الوالدين أو المعلمين. ويظهر هذا السلوك بأشكال مختلفة، مثل رفض القيام بالأعمال المنزلية أو عدم الالتزام بالقواعد، أو عدم إتمام المهام المطلوبة.ولذلك من المهم التعرف على اسباب العناد عند الأطفال.

أسباب العناد عند الأطفال

غالبًا ما يجد الآباء صعوبة في فهم سبب تصرف طفلهم بعناد. وإذا كنت تمرّ بهذه الحالة فتذكّر أن العناد هو جزء طبيعي من مراحل نمو الطفل وتطوّره. وأفضل ما يمكنك فعله كأب أو أم هو محاولة فهم السبب الحقيقي وراء هذا السلوك حتى تتمكن من معالجة جذور المشكلة.


في هذا المقال، سنتناول 4 أسباب شائعة تؤدي إلى زيادة العناد عند الأطفال:

1.الخوف من التغيير

التغيير قد يكون مُخيفًا جدًا للأطفال ولذلك يستخدمون العناد كوسيلة دفاع أولى فنجد بعض الأطفال يُظهرون سلوكًا عنيدًا عندما ينتقلون إلى مكان جديد أو يلتحقون بمدرسة جديدة.

حتى أن وصول أخ أو أخت جديدة إلى العائلة قد يسبب لهم شعورًا بالخوف، لأنهم يظنون أن والديهم سيُحوّلون كل الحب والاهتمام إلى الطفل الجديد. مثل هذه المواقف قد تُشعر الطفل بالإرهاق والتوتر مما يؤدي إلى تصرفه بعناد.

في هذه الحالة يمكن للآباء التعامل مع هذا النوع من العناد من خلال التحدث مع الطفل بوضوح وبطريقة إيجابية. لأنك عندما تشرح للطفل ما يحدث وتساعده على فهم التغييرات من حوله فأنت بذلك تُخفف من شعوره بالخوف، مما يقلل من سلوكه العنيد مع الوقت.

اقرأ المزيد عن: علاج الخوف عند الأطفال

2.التدليل الزائد والحماية المفرطة

تلبية طلبات الطفل في كل مرة وبشكل فوري تجعله لا يتعلّم الصبر أو تقدير قيمة الأشياء. وعندما لا يحصل على ما يريده فورًا، قد يُصبح عنيدًا ويفقد السيطرة على انفعالاته ويبدأ في نوبات الغضب والعناد لأنه لم يعتد على الانتظار أو التنازل.

كذلك، تلعب الحماية الزائدة من الأهل دورًا في ظهور سلوكيات غير سوية عند الطفل فالحماية المفرطة تُقيّد الطفل وتمنعه من التعلّم والنمو من خلال التجربة، ولا تسمح له بفهم نتائج أفعاله أو تحمّل مسؤولية قراراته. وهذا يجعل الطفل أقل قدرة على التعامل مع العالم من حوله.

وللتعامل مع هذا النوع من العناد، يحتاج الأهل إلى التخفيف من الحماية الزائدة مع الحفاظ على المتابعة والتوجيه. من المهم أن يتعلّم الطفل أن الحصول على الأشياء يتطلب جهدًا وصبرًا وأن هناك قيمة لكل شيء ما يساعد في تنمية سلوك متواضع ومتزن.

تعرف على: أفضل طرق تعديل سلوك الأطفال

3.لفت الانتباه

يميل الأطفال في كثير من الأحيان إلى التصرف بطريقة معيّنة لجذب الانتباه خاصة عندما يشعرون بالتجاهل أو بعدم الأهمية في موقف معين. فإذا شعر الطفل بأنه غير مرئي أو أن وجوده غير ملاحظ فقد يبدأ في التصرف بعناد فقط ليجذب انتباه من حوله.

يعتبر هذا السلوك شائع بشكل خاص في الأسر التي تضم أكثر من طفل حيث يشعر بعض الأطفال أنهم أقل حظًا في الاهتمام مقارنة بإخوتهم.

وأفضل طريقة للتعامل مع هذا النوع من العناد هي منح الطفل الاهتمام الإيجابي الذي يحتاجه. فالأطفال الذين يحصلون على وقت كافٍ من الحوار الفردي مع والديهم أو مقدمي الرعاية ويتلقّون الثناء بانتظام نادرًا ما يظهرون سلوكًا عنيدًا.

4.الإفراط في التحكم أو التربية المتساهلة

كثير من مشكلات سلوك الأطفال تنشأ إما من السيطرة الزائدة أو من التساهل المُفرِط. فالتحكم المفرط في الطفل يجعله يشعر بالإحباط والاختناق وقد يبدأ في التصرف بعناد كمحاولة لانتزاع بعض الحرية والاستقلال.

في المقابل الاستجابة لكل رغبات الطفل وتجاهل السلوك السيئ قد يؤدي إلى اعتياده على التمادي للحصول على ما يريد، دون إدراك للحدود أو العواقب.

لذلك من المهم جدًا إيجاد توازن بين الشدة الزائدة والإهمال. فالتربية الناجحة لا تعني الصراخ أو الضرب بل تعني وضع حدود واضحة وتطبيق قواعد منطقية بأسلوب حازم لكن هادئ يعزز من احترام الطفل لنفسه ولمن حوله.

تعرف أكثر على: أسس التربية السليمة

الخلاصة

الأطفال كائنات بريئة وحسّاسة ويحتاجون إلى التوجيه السليم لبناء شخصية جيدة وسلوك متوازن. ورغم أن الآباء يسعون دائمًا لأن يتصرف أطفالهم بشكل جيد إلا أن بعض التحديات في التربية قد تؤدي دون قصد إلى سلوكيات عنيدة أو عدوانية.

فعندما تغيب الحدود الواضحة أو يكون هناك تحكم مفرط أو تساهل زائد أو انضباط غير ثابت، أو تجاهل مشاعر واحتياجات الطفل تبدأ بعض المشكلات السلوكية بالظهور.

لذلك من المهم أن يراجع الأهل أسلوبهم التربوي يوميًا و يتأكدوا من أنه لا يؤثر سلبًا على طريقة استجابة أطفالهم.
وفي النهاية تذكّر أن رحلة التربية مع أطفالك فرصة لا تتكرر فحاول أن تجعلها مليئة بالفهم والحب، والاحترام المتبادل.